وذات الصدر، والحمى، ولم يظهر فيه طعن، ولأجل ذلك لم يعدّه العلامة شهاب الدين ابن حجر من جملة الطواعين، التى وقعت بالقاهرة، وقد فرّق بين الوباء، وبين الطاعون، فى كتابه المسمّى: ببذل الماعون فى أخبار الطاعون.
وإنما سمّى «فصل ابن غراب»، لأنّه لما كثر الموت فى الغرباء، فتح مغسل عند بيته، الذى عند جامع بشتاك، فكانوا يأتون إليه بالأموات على عتالين، فيطرحوهم على بابه، ويكفّنهم من ماله، فسمّى «فصل ابن غراب» بسبب ذلك؛ فمات فى هذه المدّة اليسيرة من الناس ما لا يحصى عددهم.
وفيه، فى سابع عشره، أعيد علاء الدين على بن أبى البقا، إلى قضاء دمشق، عوضا عن ابن الخطيب.
وفيه رسم السلطان لشيخ، نائب دمشق، أن يقبض على الأمير أحمد بن أويس، والأمير قرايوسف، ويضعهما فى السجن بدمشق، مقيّدين، ففعل ذلك ترضيّا لخاطر تمرلنك، وسجنا بدمشق فى سابع عشره مقيّدين.
وفى رجب، أوله الاثنين، فيه، فى ثامن عشره، قدم سيف الأمير آقبغا الجمالى الأطروش الهذبانى (١)، نائب حلب، وقد مات.
وفيه، فى ثالث عشرينه، خلع على رسل تمرلنك خلعة ثانية، وعيّن للسفر معهم الأمير منكلى بغا، أحد الحجّاب.
وفى هذا الشهر، بلغ الأردب القمح إلى ثلثماية وعشرين، وفيه غلت كثير، وبيع كل قدح منه بثلاثة دراهم وثلث، وأبيع الخبز كل ثمانى أواقى بدرهم، وكل قدح من الشعير بدرهمين، وكل أردب من الفول بمائة وثمانين، فاشتدّ الحال بديار مصر؛ وبلغت غرارة القمح بدمشق، وهى ثلاثة أرادب مصرية، إلى سبعمائة درهم وخمسين درهما فضّة، عنها من نقد مصر الآن ألف وخمسمائة درهم.
وفيه عمل الأمير شيخ، نائب الشام، محمل الحاج، وأداره بدمشق، فى ثانى عشرينه، حول المدينة، وكان قد انقطع ذلك من سنة ثلاث وثمانمائة؛ فبلغ مصروف