للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآثار النبوية، وحمل الآثار النبوية على رأسه، واستسقى، وأكثر من التضرّع والدعاء مليّا، وانصرف؛ فتراجع ماء النيل، ونودى فى يوم الثلاثاء بوفاء ستة عشر ذراعا وأصبعين من سبعة عشر، وفى ذلك يقول القائل:

قد كسر السدّ وصحّ الوفا … من بعد ضيق جاء مع جهد

أصدق أخبار الوفاء الذى … أسندها الراوى إلىّ السدّ

وفيه قدم الخبر بنزول الفرنج إلى صيدا وبيروت، وأنّ الأمير شيخ المحمودى، نائب الشام، سار إليهم وقاتلهم، وقتل منهم عدّة، وهزم باقيهم، وبعث إلى القاهرة سبع رءوس منهم.

وفيه، فى سادس عشرينه، قدم الخبر بتكاثر مراكب الفرنج على الإسكندرية، فندب برهان الدين إبراهيم الحلّى، كبير التجّار بمصر، للمسير إلى الإسكندرية، وتبعه عدّة من الأمراء، فأقاموا أياما، ثم عادوا، ولم يلقوا كيدا.

[وفى] (١) شهر ربيع الأول، أوله الأربعاء، فيه نقص ماء النيل، فشرق الصعيد بكماله، ورويت الشرقية، وكثير من بلاد الغربية؛ وارتفع السعر، فوصل القمح إلى مائة وثمانين درهما الأردب، والشعير إلى مائة درهم الأردب، والمثقال الذهب إلى سبعين، والدينار الإفرنتى إلى ستين.

وفيه، فى يوم السبت رابعه، أعيد قاضى القضاة جلال الدين البلقينى إلى قضاة القضاة، وصرف الأخناى.

وفيه، فى سادسه، أعيد البخانسى (٢) إلى حسبة القاهرة، وعزل ابن شعبان. - وفيه أعيد جمال الدين يوسف البساطى، إلى قضاء القضاة المالكية بديار مصر، وصرف قاضى القضاة ولىّ الدين أبو زيد عبد الرحمن بن خلدون.

وفيه قدم الخبر بقدوم السلطان أحمد بن أويس، متملّك بغداد إلى حلب فارّا من


(١) [وفى]: تنقص فى الأصل.
(٢) البخانسى: كذا فى الأصل، ويرد الاسم أيضا «المخانسى»، كما نجده هنا فى المتن فى فيينا ص ٧٨ آ و ١٥٧ ب و ١٦١ ب. وقد ورد البخانسى هنا فى فيينا ص ١٢٧ آ.