للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه أضيف شدّ الدواوين إلى الأمير ناصر الدين بن محمد بن كلفت، والى القاهرة، وأحد الحجّاب، وسلّم إليه الأمير يلبغا السالمى ليعاقبه، فتشدّد عليه حتى باع كتبه العلمية.

وفيه، فى سابع عشرينه، كثر اضطراب المماليك السلطانية بالقصر، من قلعة الجبل، وهمّوا بأخذ الأمراء، ورجموهم، وذلك لتأخّر نفقاتهم، وعليق خيولهم، وكسوتهم، فوعدوا بخير؛ وأمر بإحضار التجّار، وألزموا بمال، فى نظير غلال بيعت عليهم، وتوزّع [على] (١) الأمراء ما لا يقومون به، فناب بعضهم من ذلك خمسة آلاف، وناب آخرون فوقها، ومنهم من قام بدونها.

وفيه توقّف النيل عن الزيادة، فى وسط مسرى، حتى أبيع القمح بمائة وعشرين درهما الأردب، فضجّ الناس من ذلك، وتشحّطت الغلال، وفقد الخبز من الأسواق؛ فأمر الناس بالاستسقاء، فى يوم الجمعة ثامن عشرينه، بالجوامع عقيب صلاة الجمعة، فاستسقوا.

وفيه عزل الأمير جقمق عن نيابة الكرك، وسفّر إلى دمشق؛ واستقرّ عوضه الهذبانى (٢).

وفيه كانت واقعة الفرنج بطرابلس، وذلك أنّهم نزلوا على طرابلس فى ثلاثين شينيّا، وقراقر؛ وكان الأمير دمرداش غائبا عن البلد، فقاتلهم الناس قتالا شديدا (٣)، فى يوم الثلاثاء ثانى عشره، إلى الغد.

فبلغ دمرداش، وهو بنواحى بعلبك، الخبر، فاستنجد الأمير شيخ، نائب الشام، وتوجّه إلى طرابلس، فقدمها يوم الخميس عشرينه؛ ونودى فى دمشق بالنفير، فخرج الناس على الصعب والذلول.

فمضى الفرنج إلى بيروت، بعد ما قاتلهم دمرداش قتالا كثيرا، قتل فيه من المسلمين


(١) [على]: تنقص فى الأصل.
(٢) الهذبانى: الهندبانى.
(٣) شديدا: شديا.