وفيه نودى، بإشارة الأمير يلبغا السالمى، أن يتعامل الناس بالفلوس وزنا، لا عددا، وأنّ كل رطل منها بستة دراهم، حسابا عن كل قنطار ستمائة درهم، فاستمرّ ذلك، ولم ينتقض.
وفيه، فى يوم الثلاثاء رابعه، خلع على الأمير ركن الدين عمر بن قايماز، واستقرّ فى الأستادارية، عوضا عن يلبغا السالمى، وقبض على السالمى، وسلّم إليه، فسكن بدار السالمى، وسجنه بمكان فيها، ثم نقل من عنده، وسلّم إلى أمير آخور بالاصطبل السلطانى، يوم الجمعة سابعه.
وفيه، فى ثامنه، خلع على علم الدين يحيى، المعروف بأبو كمّ، واستقرّ فى الوزارة، ونظر الخاص، عوضا عن الصاحب تاج الدين بن البقرى؛ واستقرّ ابن البقرى على ما بيده من نظر الجيش، وديوان المفرد؛ وسبب ذلك، أنّ جمال الدين يوسف، أستادار الأمير بجاس، استدعى، بجمدار، إلى حضرة السلطان، وأمر أن يفاض عليه تشريف الوزارة، فعند ما ألقى عليه ليلبسه، حلف ألا يلبسه، وطالت محاورته وهو يتمنّع، حتى أعبى أمره، وقال:«عندى ما يلبس الوزارة، بشرط أن يضاف إليها نظر الخاص، وهو أبو كمّ»؛ فأحضر وخلع عليه، ونزل، وفى خدمته الناس على العادة.
وفيه، فى عاشره، استقرّ شمس الدين محمد بن شعبان، فى حسبة القاهرة، وصرف شمس الدين محمد الشاذلى.
وفيه، فى حادى عشره، استدعى السالمى إلى حضرة السلطان، ليعاقب، فالتزم بحمل مال كبير، فسلّم إلى شاد الدواوين.
وفيه، فى ثالث عشره، استقرّ قاضى القضاة بدمشق، محمد الأخناى، فى قضاء القضاة الشافعية بديار مصر، عوضا عن ناصر الدين محمد بن الصالحى، بعد موته.
وفيه، فى ليلة الجمعة رابع عشره، خسف جميع جرم القمر، نحو خمس ساعات. - وفيه، فى خامس عشره، فقد الوزير أبوكمّ من داره، فلم يعرف موضعه، لعجزه عن سدّ كلف الوزارة، فأعيد التاج بن البقرى إليها، [فى](١) ثامن عشره.