للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما بلغ السلطان ذلك، رسم لوالى القاهرة بأن يحضر المماليك الذين (١) هم فعلوا ذلك؛ فقبض عليهم الوالى، وأحضرهم بين يدى السلطان، فضربهم بالمقارع، وأشهرهم على جمال، وقطع أيدى جماعة منهم.

وفيه قيل إنّ السلطان تغيّر خاطره على الأتابكى بيبرس، فرسم له بأن يتوجّه إلى ثغر دمياط بطّالا، ويأخذ عياله معه؛ فلما أخذ فى أسباب ذلك، طلع الأمراء إلى السلطان، وشفعوا فيه، فبطل أمر سفره إلى دمياط، وأخلع عليه بأن يكون أتابكى على عادته.

وفيه، فى ليلة الثلاثاء سابع عشرينه، سار إلى الإسكندرية آقبردى، وتنباك، من أمراء العشراوات، فى ثلاثين من المماليك السلطانية، فقدموا إليها فى تاسع شعبان، وأخرجوا الأمير نوروز الحافظى، والأمير جكم، والأمير قانباى، والأمير سودون طاز، وأنزلوهم فى البحر الملح، وساروا بهم إلى البلاد الشامية.

فحبس نوروز، وقنباى، فى قلعة الصبيبة، من عمل دمشق؛ وحبس جكم فى حصن الأكراد، من عمل طرابلس؛ وحبس سودون طاز فى قلعة المرقب، من عمل طرابلس أيضا؛ ولم يبق بسجن الإسكندرية من الأمراء غير تمربغا المشطوب، وسودون من زادة؛ ثم حوّل جكم إلى قلعة المرقب، فاستقرّ بها، هو وسودون طاز، فى الاعتقال.

وفى شعبان، أوله الأحد، فيه، فى تاسعه، استقرّ شهاب الدين الأموى فى قضاء المالكية بدمشق. - وفيه، فى يوم الثلاثاء ثانى عشره، استقرّ شمس الدين محمد ابن شعبان الجابى، فى حسبة القاهرة، وعزل الهوّى.

وفيه، فى حادى عشرينه، تفاوض الأمير سودون الحمزاوى، مع القاضى الأمير سعد الدين إبراهيم بن غراب، فى مجلس السلطان، وأغلظ كل منهما على صاحبه، وقاما؛ فعند ما نزل ابن غراب من القلعة، تجمّع عليه عدّة من المماليك السلطانية، وضربوه بالدبابيس، حتى سقطت عمامته عن رأسه، وسقط إلى الأرض،


(١) الذين: الذى.