للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رابع عشرينه، فى طائفة؛ فخرج إليه، فى يوم الاثنين تاسع عشرينه، الأمير تغرى بردى، والأمير تمراز، والأمير يلبغا الناصرى، والأمير سودون الحمزاوى، فى عدّة أمراء؛ فبلغهم أنّه نزل عند الأمير علم الدين سليمان (١) بن بقر بالشرقية، ليساعده على غرضه، فعند ما أتاه، أرسل يعلم به، فطرقه الأمراء، وقبضوا عليه، وأحضروه إلى قلعة الجبل يوم الأربعاء سلخه.

وفى رجب، أوله الخميس، فيه سمّر خمسة من المماليك السلطانية، ممن كان مع سودون طاز، أحدهم سودون الجلب، فاجتمع المماليك لإقامة الفتنة بسبب ذلك، فخلّى عنهم، وقيّدوا، وسجنوا بخزانة شمايل، ونفى سودون الجلب إلى بلاد الفرنج، من الإسكندرية.

وفيه، فى ثالثه، حمل سودون طاز، مقيّدا، فى الحراقة إلى الإسكندرية، وسجن بها. - وفيه خلع السلطان على القضاة الأربعة، خلع الاستمرار.

وفيه، فى يوم الاثنين ثانى عشره، دار المحمل بالقاهرة ومصر، على العادة فى ذلك. - وفيه قدم الأمير جقمق إلى دمشق، وقد أفرج عنه من سجنه بالصبيبة، بكتاب السلطان.

وفيه، فى خامس عشره، سكن الأمير شيخ، نائب الشام، بدار السعادة من دمشق، بعد ما عمرها، وكانت قد احترقت فى نوبة تمرلنك.

وفى يوم الجمعة سادس عشره، عقد للأمير سودون الحمزاوى، على خوند زينب، ابنة الملك الظاهر برقوق، وأخت الملك الناصر، وعمرها نحو الثمانى سنين.

وفيه توفّى الشيخ شهاب الدين البوصيرى، وكان صوفيّا واعظا محدثا، بارعا فى العلوم، وله شعر جيّد، فمن ذلك قوله:

بدوى كم حدّثت مقلتاه … عاشقا من مقاتل الفرسان

ذو محيا يصيح يا لهلال … ولحاظ تقول يا لسنان

وفيه ارتفعت الأسعار ارتفاعا لم يعهد مثله بمصر، فبلغ الأردب القمح إلى سبعين


(١) سليمان: سليمن.