الهرجة خمسة وستين درهما، والدينار المشخص ستين درهما؛ وسبب ذلك تنقيص الفلوس، فإنّ القفّة من الفلوس كان وزنها مائة رطل وخمسة عشر رطلا عنها خمسمائة درهم، كل درهم أربعة وعشرين فلسا، زنة الفلس مثقال، فصارت القفّة زنتها خمسين رطلا؛ وغلت الأصناف، فبيع البدن من الفرو السنجاب، وهو أربع شقات، بما ينيف عن ألف درهم، بعد مائتين وخمسين درهما.
وفيه، فى أوله، كان قدم خواجا نظام الدين مسعود الكججانى، بكتاب تمرلنك، يتضمّن أشياء، ويعتذر للسلطان فيما وقع منه؛ ثم إنّه أرسل يطلب قرابته أطلمش الذى أسر فى أيام الملك الظاهر برقوق، وكان فى السجن بخزانة شمايل نحوا من عشرين سنة، وإن وصل إليه أطلمش سار إلى سمرقند.
فلما حضرت مكاتبة تمرلنك، جمع السلطان الأمراء بالدهيشة، واستشارهم فى أطلمش، هل يطلقه، أم لا؟ فأشاروا عليه أن يطلقه، فأطلقه، وأكساه، وأرسله صحبة الخواجا مسعود الكججانى، بعد ما أنعم عليه بمال وقماش؛ وعيّن معه الأمير قانباى النوروزى، أغات سودون بقجة، وابن غلبك، من أمراء حلب.
وخرج أطلمش من القاهرة، يوم الثلاثاء أول جمادى (١) الآخرة، إلى الريدانية، ورحل منها يوم الخميس، وسار إلى تمرلنك، بعد أن أقام مسجونا نحو عشرين سنة.
وفى جمادى (١) الآخرة، فيه، فى يوم الاثنين سابعه، خلع على سودون الحمزاوى، شاد الشراب خاناة، واستقرّ خازندارا، عوضا عن آقباى الكركى، بعد وفاته.
وفيه، فى عاشره، استقرّ قطلوبك، المعروف بأستادار أيتمش، فى كشف الجيزة، وعزل الأمير مبارك شاه؛ ثم عزل قطلوبك عن ذلك، فى سابع عشره، بالأمير بشباى، الحاجب، فاستعفى بعد أيام، وأعفى.
وفيه سعى شخص بالأمير قنباى، أنّه فى دار، فكبس عليه، ليلة الأربعاء ثالث عشرينه، وقبض، وقيّد، وحمل إلى الإسكندرية، فى سابع عشرينه، فسجن بها.
وفيه ورد الخبر بأنّ سودون طاز، خرج من ثغر دمياط، يوم الخميس