للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإسكندرية، وفرّ نوروز وجكم إلى منية القائد (١)، وعادوا إلى طموه، وباتوا بها، ثم عدّوا (٢) من هناك، ونزلوا على ناحية إنبابة (٣)، من برّ الجيزة، تجاه القاهرة، وقيل إنّهم أخذوا خيل الدشار، والهجن الذى كانوا (٤) هناك، وأقاموا فى برّ الجيزة ثلاثة أيام، ومنع السلطان المراكب أن تعدّى بأحد منهم فى النيل.

وفيه طلب السلطان الأمير يشبك الشعبانى من الإسكندرية، فقدم يوم الاثنين تاسع عشره إلى قلعة الجبل، ومعه عالم كبير ممن خرج إلى لقائه، فباس الأرض، ونزل إلى داره.

وفيه، فى ليلة الثلاثاء عشرينه، ركب الأمير نوروز، نصف الليل، وعدّى النيل، وحضر إلى بيت الأمير الكبير بيبرس الأتابك، وكان قد تحدّث، هو والأمير أينال باى بن قجماس، له مع السلطان حتى أمّنه، ووعده بنيابة دمشق، وكان ذلك من مكر سودون طاز، فمشى ذلك عليه حتى حضر.

فاختلّ عند ذلك أمر جكم، وتفرّق عنه من معه، وفرّ عنه قنباى، وصار فريدا، فكتب إلى الأمير بيبرس الأتابك يستأذنه فى الحضور، فبعث إليه الأمير أزبك الأشقر، رأس نوبة، والأمير بشباى، الحاجب، وقدما به، ليلة الأربعاء حادى عشرينه، إلى باب السلسلة من الاصطبل السلطانى، فتسلّمه عدوّه الأمير سودون طاز، وأصبح وقد حضر الأمير يشبك، وسائر الأمراء، للسلام عليه.

فلما كانت ليلة الخميس ثانى عشرينه، رسم السلطان بأن يقيّد جكم، فقيّد، وحمل فى الحراقة إلى الإسكندرية، حيث كان الأمير يشبك مسجونا، [وكان المتسفّر عليه سودون تلى] (٥).

وفيه، فى يوم الخميس هذا، خرج المحمل، وأمير الحاج نكباى الأزدمرى،


(١) منية القائد: منية العايد.
(٢) عدوا: عدو.
(٣) إنبابة: منبابة.
(٤) الذين كانوا: كذا فى الأصل.
(٥) ما بين القوسين، كتب فى الأصل فى الهامش.