للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجانى باى الطيبى، وبرسبغا، الدوادار، وطوباى، الدوادار، وصاروا كلهم على بركة الحبش، خارج مصر.

ولحق به الأمير قنباى، وقرقماس الرماح، وأرغز، وغنجق، ونحو الخمسمائة من مماليك السلطان، وأقاموا إلى ليلة السبت عاشره، فأتاهم الأمير نوروز، والأمير سودون من زادة، رأس نوبة، والأمير تمربغا المشطوب، فى نحو الألفين، فسرّ بهم، وأقاموا جميعا إلى ليلة الأربعاء، وأمرهم يزيد ويقوى بمن يأتيهم من المماليك والأمراء.

فلما بلغ السلطان ذلك، تشوّش واضطربت أحواله، فنزل إلى باب السلسلة، وجلس فى المقعد المطلّ على الرملة، وعلّق الصنجق السلطانى، ودقّ الكوسات (١) حربى، فطلع إليه جماعة من الأمراء، والمماليك السلطانية، فرسم لهم (٢) السلطان بأن يتوجّهوا إلى بركة الحبش، ويتّقعوا مع الأمراء الذين (٣) هناك، فتوجّهوا إليهم.

فلما وصلوا إلى تربة القاضى بكار، أقبل إليهم جاليش الأمير جكم، والأمير نوروز، فكان بينهما وقعة (٤) عظيمة، قتل فيها من المماليك السلطانية ثلاثة، وقتل من الغلمان والمتفرّجين نحو ستين إنسانا، وأسر من المماليك السلطانية اثنى عشر إنسانا، ثم حال الليل بين الفريقين.

ففى تلك الليلة تسحّب من الأمراء جماعة إلى عند جكم ونوروز، وظنّوا أنّهم هم الغالبون، وكان الذى تسحّب من الأمراء: الأمير سودون البجاسى، وتمربغا الطرنطاى، وسودون الجلب؛ وتسحّب من المماليك السلطانية نحو مائة مملوك.

فلما تزايد الأمر، أشاروا الأمراء على السلطان أن يخرج إليهم؛ فعرض المماليك، وفرّق عليهم خيول، ولبوس؛ ثم طلب الخليفة المتوكّل، ومعه القضاة الأربعة، ليلة الأربعاء رابع عشره، ونزل إلى عند سودون طاز.


(١) الكوسات: الكوساة.
(٢) فرسم لهم: فرسمهم.
(٣) الذين: الذى.
(٤) وقعة: كذا فى الأصل.