للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أموال الفارّين إلى مصر من دمشق، فى نوبة تمرلنك، ما يجلّ وصفه، فركب عليه وحاربه، فانكسر منه دقماق، وقتل من مماليكه اثنا عشر فارسا، وأسرت أمّه، بعد ما قتل عدّة من عرب حارثة؛ وأنّه استنجد بالأمير شيخ، نائب طرابلس، وكان نازلا على مرج العيون، فرجع إليه، وركبا معا، بمن معهما، على متيريك، فكسراه، وقتلا جماعة من عربه، وأسرا له ولدين، وسّطاهما، وأخذا له ستة آلاف بعير؛ فكتب إلى متيريك بتطييب خاطره، وكتب إلى شيخ ودقماق بردّ أباعره (١) عليه، فلم يقبلا ذلك.

وفيه قدم الخبر، أنّ نائب حلب أحواله تقتضى أنّه قد خرج عن الطاعة.

وفيه، فى سادس عشرينه، صعد سعد الدين بن غراب إلى القلعة، برسم النفقة، فأنفق فى نحو ألف من المماليك، فثاروا به وقبضوا عليه، وضربوه ورجموه، حتى كاد يموت، وعوّقوه فى مكان، ثم خلّى عنه، فنزل إلى داره.

وفيه، فى هذا الشهر، خربت بغداد. - وفيه طمع العربان فى بلاد الشام، ونهبوا ما فيها.

وفى ذى الحجّة، أوله الأربعاء، فيه، فى ليلة السبت رابعه، اختفى سعد الدين إبراهيم بن غراب، وأخوه فخر الدين ماجد، وصهره، أخو زوجته، يوسف بن قطلو بك العلاى، وعدّة من مماليكه، فلم يوقف لهم على خبر.

وفيه فرّقت الأضاحى بالحوش من القلعة على الأمراء، وسائر أرباب الدولة من القضاة، والأعيان، والمماليك السلطانية، وفى جهات البرّ من الجوامع، والمدارس، والخوانك، والزوايا، والمشاهد، وفى أرباب البيوت من الستر، على العادة فى كل سنة.

وفيه قدم إلى دمشق، نائب حماة، وحريم تغرى بردى، نائب الشام.

وفيه، فى سادسه، خلع السلطان على الأمير ناصر الدين محمد بن سنقر البجكاوى، واستقرّ فى أستادارية السلطان، عوضا عن سعد الدين بن غراب، مضافا لما معه من الذخيرة والأملاك؛ وأنعم عليه بإقطاع ابن غراب، وإقطاع ابن قطينة، فأرصد


(١) أباعره، جمع بعير.