ابن الصالحى، وناصر الدين الرماح، أمير آخور، إلى الأمير جكم، فى طلب الصلح، فامتنع من ذلك، هو ومن معه، وقالوا:«لا بد لنا من غرمائنا»، وأخّروا عندهم الأمير نوروز، وعاد قاضى القضاة، والرماح، بذلك.
فقال السلطان ليشبك:«دونك وغرماك»، فنزل إلى بيته وقد اختلّ أمره، ثم عاد إلى القلعة، فلم يمكّن منها، وتخلّى عنه المماليك السلطانية، وتركوه وحده تحت الاصطبل السلطانى.
فلم يكن غير ساعة حتى أقبل الأمير جكم، وسودون طاز، ونوروز فى عددهم وعديدهم، وصاحب الموكب نوروز، وجكم عن يساره وطاز عن يمينه، وصاروا قريبا من يشبك، فنادى يشبك:«من قاتل معى من المماليك، يأخذ عشرة آلاف درهم»، فأتاه طائفة، فحمل عليه نوروز فى من معه، فانهزم إلى داره، وقاتل ساعة، ثم فرّ، فنهبت داره، ودار قطلوبغا، وآقباى.
وقبض على آقباى، فشفع فيه السلطان، فترك بداره إلى يوم الخميس ثانى عشره، ركب الأمير حكم إليه، وأخذه وصعد به إلى الاصطبل السلطانى، وقيّده؛ وقبض على قطلوبغا من عند الأمير يلبغا الناصرى، وقيّده؛ وقبض على جركس المصارع من عند سودون الجلب، وقيّده؛ وبعث الثلاثة إلى الإسكندرية، ليلة السبت رابع عشره؛ وكتب بإحضار سودون الفقيه من الإسكندرية.
وطلب الأمير يشبك، فلم يقدر عليه، إلى ليلة الاثنين سادس عشره، دلّ عليه أنّه فى تربة بالقرافة، فلما أحيط به، ألقى نفسه من مكان مرتفع، فشجّ جبينه، وقبض عليه الأمير جكم، وأحضره إلى بيت الأمير نوروز، ثم سيّر من ليلته إلى ثغر الإسكندرية، فسجن بها.
وفيه، فى يوم الاثنين، خلع على الأمير القاضى سعد الدين إبراهيم بن غراب، جبّة مطرّزة، باستقراره على ما هو عليه. - وفيه ألبس الأمير شيخ المحمودى، نائب طرابلس، قباء نخ، وألبس أيضا الأمير دقماق، قباء السفر، وأذن لهما فى السفر إلى ولايتهما.