للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحكم بين الناس فى الأمور الشرعية، فشقّ هذا على تمراز، وكاتب السلطان فى إبطال هذا، فكتب إليه بذلك.

ولما قرئ على من حضر، نودى بالقاهرة ومصر أنّ من وقف ليلبغا السالمى فى شكوى عوقب، ومن كانت له ظلامة، أو شكوى، أو أخذ منه السالمى شئ، فعليه بالأمير الكبير تمراز، نائب الغيبة، ودقّت البشائر أيضا بالقلعة.

وفيه، فى سابع عشرينه، استدعى الأمير تمراز، نائب الغيبة، شمس الدين محمد البرقى الحنفى، أحد موقّعى قضاة الحنفية، وتحدّث معه فى أمر السالمى، فكتب محضرا بقوادح فى السالمى، وكتب فيه جماعة؛ وبلغ ذلك السالمى، وكان قد خرج من القاهرة، فحضر، يوم الأحد سلخه، إلى عند الأمير تمراز، وتفاوضا مفاوضة كبيرة، إلى أن أصلح بينهما الأمير مبارك شاه، الحاجب، والأمير بيسق، أمير آخور.

وعاد (١) إلى منزله، وطلب البرقى، وضربه، عريانا، ضربا مبرحا، وأمر به أنّ يشهر كذلك، فقام الناس وشفعوا فيه، حتى ردّه من الباب؛ وطلب جماعة من اليهود والنصارى، وضربهم، وشهرهم، ونادى عليهم: «هذا جزى (٢) من يخالف الشرع الشريف»؛ وطلب دوادار والى القاهرة، وضربه، لكونه نادى بما تقدّم ذكره فى حقّه، فهرب الوالى إلى بيت الأمير تمراز، واحتمى به خوفا على نفسه.

وفى شهر جمادى الآخرة، أوله الاثنين، فيه خلع الأمير تمراز على ناصر الدين محمد بن ليلى، بولاية مصر؛ فلما حضر إلى السالمى نزع عنه الخلعة، وضربه عريانا، وشهره، ونادى عليه: «هذا جزاء من يلى من عند غير الأستادار، ومن يلى بالبراطيل»؛ فأدركه أحد مماليك تمراز، وسار به إليه؛ فلما رآه مضروبا اشتدّ حنقه، وعزم على الركوب للحرب، فما زال به من حضر، حتى أمسك عن إقامة الحرب واشتدّت (٣) العداوة بينهما.


(١) وعاد: يعنى السالمى.
(٢) جزى: كذا فى الأصل، واقرأ: جزاء.
(٣) واشتدت: واشتدة.