للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن تأخّر بالقاهرة من الأعيان، وقرئ عليهم كتاب السلطان، بأنّه قدم إلى دمشق فى سادسه، وواقع طائفة من العسكر، فى ثامنه، أصحاب تمرلنك؛ وأنّ مرزة شاه ابن تمرلنك، وصهره نور الدين، قتلا، وقتل قرالك بن طرالى التركمانى.

وأنّ السلطان حسين بهادر، رأس ميسرة تمرلنك، وابن بنته، حضرا إلى الطاعة فى ثالث عشره، ومعه جماعة كثيرة، فخلع عليه، وأركبه فرس بسرج ذهب وكنبوش (١) من ذهب، وأنزل دار الضيافة بدمشق.

وأنّ تمرلنك نازل تحت جبل الثلج، وقد أرسل فى طلب الصلح مرارا، فلم نجبه لأنّه بقى فى قبضتنا (٢)، ونحن نطاول معه الأمر، حتى يرسل إلينا الأمراء المقبوض عليهم، وما أخذه من حلب، وغيرها.

وأنّ الأمير نعير دخل فى الطاعة، وقدّم إلىّ (٣) عذراء (٤) وضمير؛ وأنّ الأمير شهاب الدين أحمد توجّه إلى الأغوار، وجمع خلقا كثيرا، منهم عيسى بن فضل، أمير آل على، وبنى مهدى، وعرب حارثة، وابن القان، والغزّاوى، فصدفوا من التمرية زيادة عن ألفى فارس، فقاتلوهم، وقتلوا أكثرهم، وأخذوا منهم ذهبا ولؤلؤا كثيرا؛ وأنّه قد مات من أصحاب تمرلنك بالبرد أكثر من ثلاثة آلاف نفس.

وقرئ أيضا كتاب آخر بأنّ الأمير يلبغا السالمى لا يحكم إلا فيما يتعلّق بالأستادارية خاصة، ولا يحكم فى شئ مما كان يحكم فيه بين الأخصام، مما يتعلّق بالأمور الشرعية، وما يتعلّق بالأمراء والحجّاب، وأنّ الحاكم فى هذه الأشياء الأمير تمراز، نائب الغيبة.

وسبب هذا أنّ السالمى، لما مات قاضى القضاة جمال الدين يوسف الملطى، فى تاسع عشر ربيع الآخر، كتب إلى السلطان يسأل فى الإذن له بالتحدّث فى الأحكام الشرعية، فأجيب إلى ذلك، وكتب إليه به؛ فأقام نقيبا كنقباء القضاة،


(١) وكنبوش: وكنفوش.
(٢) قبضتنا: قبظتنا.
(٣) إلىّ: يعنى إلى السلطان، فهو يتحدث عن نفسه فى الكتاب الذى أرسله.
(٤) عذراء وضمير: من القرى المتاخمة لدمشق.