للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه، فى خامس عشرينه، ورد الخبر بهزيمة نوّاب الشام، وأخذ تمرلنك حلب، ومحاصرته القلعة، فقبض على المخبر وحبس.

وفيه وقع الشروع فى النفقة، فأخذ كل مملوك ثلاثة آلاف (١) وأربعمائة درهم، وخرج الأمير سودون من زادة، والأمير أينال حطب، على الهجن، فى ليلة الأربعاء تاسع عشرينه، لكشف هذا الخبر.

وقيل لما ملك تمرلنك حلب طلب علماءها (٢)، فحضر الشيخ مجد الدين بن الشحنة، وكان من أعيان علماء الحنفية بحلب، فلما حضر بين يدى تمرلنك، سأله عن معاوية والإمام على، ، فأجابه الشيخ مجد الدين عن ذلك بجواب حسن، فأعجبه، وفتح معه باب المحادثة والمباحثة عن ذلك.

وقيل إنّ تمرلنك كان يحتجب عن عسكره أياما، فلا يجتمع على أحد من عسكره، وينعكف على شرب الخمور، وغير ذلك، ففى مدّة انعكافه ينهبون عسكره الضياع، ويفسقون فى أهلها، فلم يجدوا (٣) من يمنعهم عن ذلك، فيستمرّوا على ذلك مدّة انحجابه.

وفيه أيضا، أخذت مدينة حماة، وكان من خبرها، أنّ مرزة شاه (٤) بن تمرلنك نزل عليها بكرة يوم الثلاثاء رابع عشره، وأحاط بسورها، ونهب خارج المدينة، وسبى النساء والأطفال، وأسر الرجال، ووقع أصحابه على النساء يطأوهن، ويفتضّوا الأبكار، جهارا، من غير استتار؛ وخرّبوا جميع ما خرج من السور، وقد ركب أهل البلد السور، وامتنعوا بالمدينة، وباتوا على ذلك.

فلما أصبحوا، يوم الأربعاء، فتحوا بابا واحدا من أبواب المدينة، ودخل ابن تمرلنك فى قليل من أصحابه، ونادى بالأمان، فقدّم الناس إليه أنواع المطاعم، فقبلها، وعزم أن يقيم رجلا من أصحابه على حماة، فقيل له إنّ الأعيان قد خرجوا منها،


(١) آلاف: ألف.
(٢) علماءها: علمائها.
(٣) فلم يجدوا: فلم يجدون.
(٤) مرزة شاه: مرز شاه.