للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بأنّ القان أحمد بن أويس، صاحب بغداد، لما توجّه إلى بغداد واستولى عليها، كان لقرا يوسف فى مساعدته أثر كبير، فعند ما تمكّن قبض على كثير من أمراء دولته وقتلهم، وأكثر من مصادرات الناس من أهل بغداد، وأخذ أموالهم، فثار عليه من بقى من الأمراء وأخرجوه منها، وكاتبوا صاحب شيراز أن يحضر إليهم.

فلحق ابن أويس بقرا يوسف بن قرا محمد التركمانى، صاحب الموصل، واستنجد به فسار معه إليها، فخرج أهل بغداد وكسروهما، بعد حروب، فانهزما إلى شاطئ الفرات، وبعثا يسألان نائب حلب، أن يستأذن السلطان فى نزولهما بالشام.

وأنّ الأمير دمرداش استدعى الأمير دقماق، نائب حماة، إلى حلب، وخرجا فى عسكر جريدة، يبلغ عددهم الألف، وكبسا ابن أويس وقرا يوسف، وهما فى نحو سبعة آلاف فارس، فاقتتلا قتالا شديدا فى يوم الجمعة رابع عشرين شوال، قتل فيه الأمير جانى بك اليحياوى، أتابك حلب، وأسر دقماق، نائب حماة، وانهزم دمرداش، نائب حلب، وسار (١) إلى حلب، ولحقه دقماق بعد أن افتكّ نفسه بمائة ألف درهم، وعد بها.

وفيه كان وصول سودون من زادة، القادم من مصر إلى حلب، بالبشارة بقدوم السلطان إلى مصر سالما. -[ولما] (٢) بعث المائة ألف إليهما، فبعثا إليه: «إنّا لم نأت محاربين، وإنما جئنا مستجيرين (٣) ومستنجدين بسلطان مصر، فحاربنا هؤلاء، فدفعنا عن أنفسنا»؛ فكتب إلى نائب الشام بمسير عساكر الشام جميعها، وأخذ ابن أويس وقرا يوسف، وأرسلهما إلى مصر.

وفيه توقّف زيادة ماء النيل ثلاثة أيام، فركب عدّة من الأمراء، وكبسوا أماكن اجتماع الناس للفرجة، ونهوا عن عمل (٤) الفواحش، فزاد يوم الأحد، واستمرّت الزيادة.


(١) وسار: وصار.
(٢) [ولما]: تنقص فى الأصل.
(٣) مستجيرين: مستجرين.
(٤) عمل: حمل.