أعدى احتراق النيل أكباد الورى … فغدت تذوب تلهّبا وتلهّفا
وتزايدت نيرانها من نقصة … فإذا به طاف البلاد وقد طفا
وفيه امتنع شعبان بن أبى العبّاس، بالكرك، على الأمير بتخاص، فكانت بينهما وقعة قويّة، وحروب شديدة طويلة، هلك فيها كثير من الناس، وخربت عدّة من القرى.
وفى شوّال، أوله الأربعاء، فيه قبض على علاء الدين ألطنبغا، والى العرب، نائب الوجه القبلى، وسلّم إلى الوالى؛ واستقرّ دمرداش السيفى، نائب الوجه القبلى، وصرف مبارك شاه، وأنعم عليه بإمرة طبلخاناة. - وفيه أفرج عن ناصر الدين محمد بن أبى الطيب، كاتب سرّ دمشق.
وفيه قدم مملوك يلبغا المجنون، بكتابه، يسأل نيابة الوجه القبلى، فرسم السلطان أن يخرج إليه تجريدة، فيها الأمير تمراز، ويلبغا الناصرى، وآقباى الحاجب، وأينال باى، وبكتمر، ونوروز الحافظى، وأسنبغا، وتتمّته ثمانية عشر أميرا، وأن يكون مقدّمهم الأمير نوروز، وخرجوا فى ثالث عشره، ومعهم نحو الخمسمائة من المماليك السلطانية.
وفيه، فى رابع عشره، أعيد شمس الدين محمد البخانسى، إلى حسبة القاهرة، وصرف الطنبدى.
وفيه ورد الخبر بأنّ محمد بن عمر بن عبد العزيز الهوارى، حارب يلبغا الأحمدى المجنون، فى شرق أبويط (١)، وقبض أمير على، على دواداره، نائب الوجه البحرى، وإياس الكمشبغاوى الخاصكى، على جماعة من أصحابه؛ وأنّه لما انكسر، فرّ ونزل البحر، فغرق بفرسه، وغرق معه جماعة، وأنّه طفّ بعد أيام، وأخرج من النيل، فوجد قد أكل السمك لحم وجهه، وغالب جسده، فكفّنوه، ودفنوه فى بعض الشطوط؛ وكان يلبغا الأحمدى المجنون ظالما غاشما عسوفا، من الجبابرة الكبار؛ فتوجّه البريد لرجوع الأمراء.