للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحرير، من تربة يونس، عند قبّة النصر، إلى القلعة، ومشت قدّامه الأمراء حتى طلع إلى القلعة، ولاقته المغانى من نساء ورجال، والدفّ والشبابة السلطانية، والأوزان، ومشت قدّامه الجنائب بأرقاب الزركش، ولعبوا قدّامه بالغواشى الذهب، والشاويشية، والشعراء، عمّالة، حتى طلع إلى القلعة، وصحبته الخليفة محمد المتوكّل على الله، والقضاة الأربعة.

وفيه، فى ثامن عشرينه، عمل السلطان الموكب بالقلعة، وأخلع على من يذكر، فأنعم على كل من الأمير قطلوبغا الحسنى الكركى، بإقطاع الأمير سودون، وإمرة مائة تقدمة (١) ألف؛ وعلى الأمير آقباى الأينالى الكركى، الخازندار، بإقطاع الأمير شيخ المحمودى، نائب طرابلس؛ وعلى الأمير جركس القاسمى المصارع، بإقطاع مبارك شاه؛ وعلى جكم العوضى، بإقطاع دقماق المحمدى؛ وعلى الطواشى مقبل الزمام، بإقطاع الأمير الطواشى بهادر الشهابى، مقدّم المماليك؛ وعلى الطواشى سعد الدين صواب السعدى، جنكل، بإقطاع مقبل؛ وبإقطاع صواب، على الطواشى شاهين الحلبى، نائب المقدّم.

وفيه نقص ماء النيل، بحيث صار الرجل يخوض من بولاق إلى البرّ الغربى. - وفى آخره كثر ازدحام الناس على شراء روايا الماء، بالقاهرة وظواهرها، حتى بلغت الراوية أربعة دراهم، بعد درهم ونصف، وعجز كثير من الناس عن شرائها، لعظيم الازدحام؛ وكثر تلقّى السقّايين من البحر، وصار الناس يخرجون بأنفسهم وعبيدهم وإمائهم وغلمانهم، فينقلون الماء من البحر إلى دورهم، على البغال والحمير، وفى الجرار على الرءوس، وتزايد العطش بالناس؛ واتّفق مع ذلك شدّة الحرّ المفرط، وقدوم (٢) العسكر، فكان من ذلك ما لم يعهد مثله؛ وقيل إنّ الناس كانوا يمشون من بولاق إلى إنبابة على ظهور دوابّهم، واستمرّ ذلك حتى زاد النيل؛ وقال بعض الشعراء فى ذلك:


(١) تقدمة: تقدمت.
(٢) وقدوم: وقدم.