للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خارج دمشق، ودفن يونس بالصالحية؛ فكانت مدّة ولاية تنم، نائب الشام، سبع سنين وستة أشهر ونصف، وولاية يونس طرابلس، نحو ست سنين.

وكان سودون الظريف، نائب الكرك، قد خرج منها، وقدم دمشق، على السلطان، بعد أن استخلف على الكرك الحاجب شعبان بن أبى العبّاس؛ فعزل السلطان سودون فى هذا اليوم، وأقام السلطان فى نيابة الكرك، الأمير سيف الدين بتخاص (١) السودونى، وخرج إليها. - وفيه خرج السلطان من قلعة دمشق، بعساكره، ونزل الكسوة، يريد مصر، فكانت إقامته بدمشق أحد وثلاثين يوما. - وأخرج ابن الطبلاوى، وابن أبى الطيب، كاتب السرّ، فى الترسيم، بعد ما أهينا، وأخذت أموالهما. - وسار البريد إلى القاهرة بخروج السلطان من دمشق.

وفيه، فى يوم الاثنين ثامنه، حضر خاصكى إلى القاهرة، وأخبر أنّ السلطان خرج من دمشق، قاصدا (٢) الديار المصرية، فدقّت البشائر ثلاثة أيام بقلعة الجبل، ونودى فى القاهرة أن يبيّض الناس حوانيتهم وظواهر أملاكهم، وكثّروا القناديل، التى تعلّق على الحوانيت كل ليلة.

وفيه، فى ثانى عشره، نزل السلطان غزّة، وقتل ابن الطبلاوى، وأراد قتل ابن أبى الطيب، كاتب سرّ دمشق، لكن شفع فيه بعض الأمراء.

وفيه قدم حريم السلطان إلى القاهرة، فدخل قلعة الجبل فى عشرينه؛ ودخل أيضا ابن أبى الطيب محتفظا به؛ فزيّنت القاهرة ومصر. - وفيه قدم ناظر الجيش، صحبة (٣) حريم السلطان، وهو القاضى سعد الدين إبراهيم بن غراب، إلى القاهرة، فخرج الناس إلى لقاء القادمين.

وفيه، فى يوم الخميس سادس عشرينه، دخل السلطان إلى القاهرة، وزيّنت له، فلم يطلع إلا من بين الترب، فكان له يوما مشهودا، وفرشت تحت حافر فرسه الشقاق


(١) بتخاص: بدخاص.
(٢) قاصدا: قاصد.
(٣) صحبة: صحبته.