للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه، فى تاسع عشره، وصل البريد من دمشق، برأسى أيتمش، وفارس، فعلّقتا على باب قلعة الجبل، ونقلا من الغد إلى باب زويلة، وعلّقا عليه إلى ثالث عشرينه، سلّما لأهلهما (١)، وقال فى ذلك أحمد الأوحدى:

يا دهر كم تفنى الكرام عامدا … هل أنت سبع للردى ممارس

أيتمش ربّ العلا صرعته … ورحت للندب الهمام فارس

وقال:

أرى الغرّ الكرام من البرايا … تحكم فيهم أهل المناحس

ولولا جور حكم الدهر فيهم … لما ظفرت جراكسة بفارس

وقال أيضا:

أيا فرس الوغا أمراء مصر … ذللتم للجراكسة العوابس

ولولا طبع هذا الدهر غدر … لأعجزهم من الفرسان فارس

وفيه أفرج عن سراج الدين عمر الدمياطى. - وبعث الأمير يلبغا السالمى، من مال الديوان المفرد، برسم نفقة المماليك، مبلغ خمسة وثلاثين ألف دينار إلى دمشق؛ وخرج من القاهرة لتعبئة الإقامات السلطانية إلى قطيا. - وفيه قبض على الأمير طولو بالقاهرة، فسجن مع تمربغا المنجكى، وكمشبغا الخضرى.

وفيه، فى سابع عشرينه، ولّى الملك الناصر بدمشق، السيد الشريف علاء الدين على بن برهان الدين إبراهيم بن عدنان، نقيب الأشراف بدمشق، كاتب السرّ بها، وصرف ناصر الدين محمد بن عمر بن محمد بن محمد بن هبة الله بن عبد المنعم بن محمد بن الحسن بن على بن أبى الكاتب بن أبى الطيب.

وفى رمضان، أوله الاثنين، فى ليلة الخميس رابعه، قتل السلطان الأمير تنم، نائب الشام، والأمير يونس الرماح، نائب طرابلس، بقلعة دمشق، خنقا، وإنما أخّر قتلهما حتى قرّرهما على الأموال، التى أخذوها من البلاد، واستصفيت أموالهما، ولم يبق لهما شئ؛ ثم سلّمهما إلى أهلهما، فدفن تنم بتربته بميدان الحصا،


(١) لأهلهما: لأهلها.