للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخرق يلبغا المجنون القلب فى عشرين فارسا، وسار (١) إلى جهة الجبل الأحمر، وانكسر سائر من معه من الأمراء وغيرهم، فتبعهم العسكر، وفى ظنّهم أنّ يلبغا المجنون فيهم، فأدركوا الأمير تمربغا المنجكى، بالزيات، وأخذوه.

وأخذوا طلب يلبغا المجنون من عند خليج الزعفران، برأس الريدانية، فوجدوا فيه الأمير ناصر الدين محمد بن سنقر، الأستادار، والأمير بيسق، أمير آخور، فأطلقوهما، ونهبوه، وعاد العسكر إلى تحت القلعة.

وسار يلبغا المجنون فى عشرين فارسا مع ذيل الجبل إلى تجاه دار الضيافة، فلما رأى كثرة من اجتمع من العامة، خاف منهم أن يرجموه، فقال لهم: «أنتم ترجمونى بالحجارة، وأنا أرجمكم بالذهب»، فدعوا له وتركوه؛ فسار من خلف القلعة، ومضى إلى جهة الصعيد من غير أن يعرف به الأمراء.

وفيه استقرّ علاء الدين على بن طرنطاى، كاشف الوجه البحرى؛ وتغرى برمش، والى الشرقية.

وفى شعبان (٢)، أوله الأحد، فيه قدم الأمير سيف الدين جكم، رأس نوبة، إلى دمشق، وقيّد أيتمش، ومن معه من الأمراء، ونقلهم من دار السعادة إلى قلعة دمشق، ونادى فى الناس بالأمان، ومنع المماليك السلطانية من التعرّض للناس، وأن لا ينزلوا داخل المدينة.

وفيه، فى ليلة الاثنين ثانيه، وصل الأمير سودون، الدوادار، قريب السلطان، وقد ولى نيابة دمشق، ومعه جماعة من الأمراء فى القيود، فحبسهم بالقلعة.

وفيه، فى يوم الاثنين، دخل السلطان الملك الناصر بأمرائه وعساكره إلى قلعة دمشق، وكان يوم دخوله يوما مشهودا، وسرّ الناس به سرورا كبيرا، وقدّامه تنم، نائب الشام، وهو راكب، مقيّد بالحديد، على أكديش أبلق، ومعه عشرة من أمراء دمشق، فحبسوا الجميع بقلعة دمشق؛ فلما دخل السلطان دمشق، نزل بالقصر


(١) وسار: وصار.
(٢) وفى شعبان: وفيه وفى شعبان.