للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما وصل بهم إلى ديروط، لقيه الشيخ المعتقد عبد الرحمن بن نفيس الديروطى، وأضافه، فعند ما قعد هو والأمراء للأكل، ثار يلبغا المجنون، وبقيّة الأمراء، على سودون المأمورى، وقبضوا عليه وعلى مماليكه.

وبينما هم فى ذلك، إذ قدمت حرّاقة من القاهرة، فيها الأمير كمشبغا الخضرى، وإياس الكمشبغاوى، وجقمق البجمقدار، ورجلين، والأربعة (١) فى الحديد، ليسجنوا فى الإسكندرية، فدخلت الحرّاقة شاطئ ديروط ليقضوا حاجة لهم، فأحاط بهم يلبغا المجنون وخلّص الأربعة المقيّدين، وضرب الموكلين بهم، وكتب إلى نائب الوجه البحرى بالحضور إليه.

وأخذ خيول الطواحين، وسار بمن معه إلى مدينة دمنهور، وطرقها بغتة، وقبض على متولّيها، وأتته العربان فصار فى عدّة كبيرة، ونادى فى إقليم البحيرة بحطّ الخراج عن أهلها، وأخذ مال السلطان، الذى استخرج من تروجة وغيرها، وبعث يستدعى بالمال من النواحى.

فكتب بذلك إلى السلطان والأمراء، فوردت كتبهم إلى نائب الإسكندرية بالاحتراز والتيقّظ (٢)، وإلى أكابر العربان بالإنكار عليهم، وإمساك يلبغا المجنون، ومن معه.

وكتب إلى الأمير بيبرس بتجريد الأمير آقباى الطرنطاى، حاجب الحجّاب، والأمير أينال باى بن قجماس، والأمير بيسق، أمير آخور، والأمير أينال حطب، رأس نوبة، وأربعمائة من المماليك السلطانية؛ ومثال إلى عربان البحيرة، بحطّ الخراج عنهم لمدّة ثلاث سنين.

ثم إنّ يلبغا عدّى من البحيرة إلى الغربية، فى ليلة الجمعة خامس عشره، خوفا من عرب البحيرة، ودخل المحلّة، ونهب دار الوالى، ودار إبراهيم بن بدوى، كبيرها، وأخذ منه ثلاثمائة قفّة فلوس، وست قفاف عن كل قفّة مبلغ خمسمائة درهم.

ثم عدّى بعد أيام من سمنود إلى برّ أشموم طناح، وسار إلى الشرقية، ونزل على


(١) والأربعة: كذا فى الأصل، ويلاحظ أن عددهم خمسة.
(٢) والتيقظ: والتيقض.