دمياط، لينقل منها الأمير يلبغا المجنون، والأمير تمربغا المنجكى، وطغنجى، وبلاط السعدى، وقرا كشك، إلى سجن الإسكندرية.
وفيه كان بالقاهرة ومصر، من أول ربيع الأول إلى آخر جمادى الآخرة، أمراض فاشية فى الناس، من الحمى والبرد، ومات فيه عدّة كثيرة، مع توقّف الأحوال، وتعطّل المعايش، وتزايد الأسعار فى كل ما يباع؛ وصار الخبز كل خمس أواقى بثمن درهم؛ وانقطع الواصل من البلاد الشامية، فبلغ الفستق عشرة دراهم الرطل، والكمثرى (١) سبعة دراهم الرطل، والسفرجلة الواحدة بعشرة دراهم؛ ومع ذلك خوف الناس من وقوع الفتن، لشدّة اختلاف أهل الدولة.
وفى رجب، أوله الجمعة، فيه، فى رابعه، نزل السلطان من القلعة، وخرج طلبه من الميدان؛ فلما تكامل خروج الطلب، خرج السلطان بعده فى موكب عظيم؛ وكان صحبته أمير المؤمنين المتوكّل على الله، والقضاة الأربعة، وسائر الأمراء المقدّمين، وغيرهم، ثم خرجت أطلاب الأمراء بعد ذلك، وكان يوما مشهودا.
فتوجّهوا إلى الريدانية، وعرض السلطان العسكر هناك، فكان نحو سبعة آلاف فارس، من شجعان العسكر؛ وترك بالقاهرة نحو ألف مملوك؛ وترك من الأمراء سودون من زادة، فى الاصطبل السلطانى؛ وترك بالقلعة الأمير أينال باى، والأمير أينال حطب؛ وترك بالقاهرة جماعة من الحجّاب؛ وبقيّة الأمراء توجّهوا مع السلطان إلى قتال أيتمش، ونائب الشام، فأقام بمخيّمه، وتلاحق به الأمراء، والعساكر، والخليفة، وقضاة القضاة.
وفيه، فى خامسه، خلع السلطان على الأمير الكبير بيبرس، بنظر المارستان المنصورى، ونظر الأحباس، ونيابة الغيبة؛ وخلع على الأمير نوروز الحافظى، بنظر الخانقاة الشيخونية، عوضا عن الأمير أرغون شاه الآقبغاوى، المتسحّب إلى الشام؛ وعلى الأمير مبارك شاه، الحاجب، بنيابة الوجه القبلى، ورسم له أن يحكم من جزيرة القطّ إلى أسوان، ويولّى من يختار من الولاة، ويعزل من كره.