للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه فرّ قطلوبغا الخليلى التركمانى، والى الشرقية، وقد اجتمع عنده نحو الخمسين من مماليك الأمراء المنهزمين إلى الشام، ولحقوا بنائب الشام، فقدموا دمشق أول جمادى (١) الآخرة.

وفى جمادى الآخرة، أوله الأربعاء، فيه، [فى] (٢) ثانيه، استقرّ نور الدين على بن خليل بن على بن أحمد بن عبد الله بن محمد الحكرى، فى قضاة القضاة الحنابلة بالقاهرة ومصر، على خمسين ألف درهم، وصرف موفّق الدين أحمد بن نصر الله. - وفيه أخلع السلطان على الأمير بكتمر الركنى، واستقرّ أمير سلاح، عوضا عن تغرى بردى من يشبغا.

وفيه، فى سابعه، عرضت الجمال السلطانية، فعيّن الأمير سودون طاز منها، برسم سفر السلطان، وأثقال مماليكه، سبعة آلاف وخمسمائة وخمسة وستون جملا، سوى ما فرّق على المماليك السلطانية، وسوى الهجن.

وفيه ورد الخبر بالفتنة فى الكرك، وذلك أنّ المهتار عبد الرحمن، لما قدمها، أظهر كتبا إلى الأمير سودون الظريف، نائب الكرك، باستعداده لحرب الأمير أيتمش، فاختلف أهل الكرك، وافترقوا فرقتين، قيسية، ويمانية، فرأس قيس، قاضى الكرك شهاب الدين موسى بن قاضى القضاة عماد الدين أحمد الكركى، ورأس يمن، الحاجب شعبان بن أبى العبّاس، ووقعت فتنة، نهب فيها رحل المهتار عبد الرحمن، والخلعة التى أحضرها إلى النائب؛ وامتدّت إلى الغور، فنهب، ورحل أهله، وفرّ عبد الرحمن إلى جهة مصر.

وكانت بين الطائفتين مقتلة، قتل فيها ستة، وجرح نحو المائة، وانتصر ابن أبى العبّاس، بمن معه من يمن، لميل النائب معهم على قيس، وقبض على القاضى شرف الدين موسى، وأخيه جمال الدين عبد الله، وذبحا فى ثامنه، ومعهما ثمانية من أصحابهما، وألقوا فى بئر، من غير غسل ولا كفن، وأخذت أموالهم كلها.


(١) جمادى: جمدى.
(٢) [فى]: تنقص فى الأصل.