للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما تحقّق السلطان ذلك علّق الجاليش، ونادى للعسكر بالعرض، ونفق عليهم فى ذلك اليوم، وقرّر معهم على أنّ الخروج بعد ثمانية أيام؛ فبلغت النفقة على الأمراء والعسكر خمسمائة ألف دينار؛ وكثر عمل الناس فى القاهرة للدروب والخوخ، خوفا من النهب، وتتّبع ابن الزين، والى القاهرة، المماليك البطّالة، وقبض عليهم، وسجنهم بخزانة شمايل.

وفيه عزل السلطان قاضى قضاة الحنابلة، موفّق الدين [أحمد بن نصر الله، وقرّر فيها نور الدين على بن خليل الحكرى، عوضا عن موفّق الدين] (١).

وفيه، فى سابع عشره، اجتمع الأمراء والمماليك بمجلس السلطان، فحثّهم على السفر فى أول جمادى (٢) الآخرة، وأن يخرج ثمانية من الأمراء، من الألوف (٣)، بألف وخمسمائة من المماليك المشتراوات، وخمسمائة من المستخدمين، فاختلف الرأى، فمنهم من أجاب، ومنهم من قال: «لا بد من سفر السلطان»، وانفضّوا على غير شئ، ونفوسهم متغيّرة من بعضهم على بعض.

وفيه أعيد تقىّ الدين أحمد بن على بن عبد القادر المقريزى، إلى حسبة القاهرة، وصرف عنها العينتابى.

وفيه وقع الشروع للنفقة بالسفر، فحمل إلى كل من الأمراء الأكابر مائة ألف درهم، ولمن يليهم دون ذلك؛ وأنفق على ثلاثة آلاف وستمائة مملوك، لكل مملوك مائة دينار، فبلغت النفقة نحو خمسمائة ألف دينار.

وفيه، فى ثالث عشره، استقرّ محمد بن غرلوا فى ولاية الغربية، وكشف جسورها، وذلك بعد موت الجمالى يوسف بن قطلوبك، صهر ابن المزوق.

وفيه، فى رابع عشرينه، استقرّ الأمير شهاب الدين أحمد بن الزين، والى القاهرة، نائب الوجه القبلى، عوضا عن ألطنبغا، والى العرب. - وفيه استقرّ شهاب الدين أحمد بن أسد الكردى، فى ولاية القاهرة، مسئولا بها؛ واستقرّ الحاج سعيد المنجكى، مهتار الطشتخاناة، عوضا عن مفتاح عبد نعمان، بعد وفاته.


(١) ما بين القوسين غير واضح فى الأصل.
(٢) جمادى: جمدى.
(٣) الألوف: ألوف.