للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهدّدوا الأمراء، فخاف الأمير سودون طاز، وتأخّر عن الخدمة؛ واجتمع المماليك بالأمير يشبك، وهو ضعيف، وحدّثوه فى أمر السفر، فاعتذر بما هو فيه من الشغل بالمرض.

وفيه اختلف الأميران سودون، أمير آخور، كان، وسودون طاز، وتسابّا، بسبب سكنى الحرّاقة من الاصطبل، وكادا يقتتلان (١)، لولا فرّق بينهما الأمير نوروز. - ووقع أيضا بين جركس المصارع، وسودون طاز، تنافس بسبب الإقطاع، وتقابضا، ولم يبق سوى أن تثور الفتنة، حتى فرّق بينهما.

وفيه، فى رابع عشره، أعيد بدر الدين محمود العينتابى إلى حسبة القاهرة، وصرف الجمال الطنبدى. - وفيه استقرّ الأمير مبارك شاه، حاجبا ثالثا، بتقدمة ألف، ولم يقع مثل ذلك فيما تقدّم.

وفيه قدم قاضى القضاة شرف الدين مسعود، من طرابلس، ومعه الشريف بدر الدين محمد بن كمال الدين محمد البلدى، نقيب الأشراف، ووكيل بيت المال بها، وأخبر بواقعة طرابلس وقتل ترمش (٢)، حاجبها، وأنّ المقتولين فى الواقعة ألف وسبعمائة واثنان وثلاثون رجلا، وأنّ النائب أراد إحراقها، فاشتراها أهلها منه بثلاثمائة وخمسين ألف درهم.

وفيه، فى ثامن عشره، قدم نائب حماة إلى دمشق، فخرج الأمير تنم، والأمير أيتمش، بالعساكر إلى لقائه، وخلع عليه، وأنعم عليه تنم بمال جزيل، وأقام خمسة أيام، وعاد إلى حماة ليتجهّز.

وفيه خلع الملك الناصر على أحد الأمراء، واستقرّ حاجبا ثامنا، ولم يعهد قبل ذلك بمصر فيما سلف.

وفيه، فى تاسع عشرة، قبض السلطان على الوزير فخر الدين ماجد بن غراب، وعلى أخيه سعد الدين إبراهيم، ناظر الجيش والخاص، وعلى الشهابى أحمد بن عمر


(١) يقتتلان: يقتتلا.
(٢) ترمش: سبق أن ورد هذا الاسم هنا فى ص ٥٥٦ س ٥ و ٦ و ٧.