للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عوضا عن مغرق، فإنّه مات من جراحة كانت به؛ ونزل بالخلعة إلى القاهرة، فمرّ من باب زويلة، يريد باب الفتوح، وعبر راكبا من باب جامع الحاكمى، وهو ينادى قدّامه، فإذا بالأمير شهاب الدين أحمد بن عمر بن الزين قد جاء إلى نحو باب النصر، وهو ينادى بين يديه أيضا.

فلما التقيا وافى الطواشى شاهين الحسنى، ومعه خلعة ألبسها لابن الزين، فبطل أمر بلبان، وتصرّف ابن الزين فى أمور الولاية، ونودى بالكفّ عن النهب، وهدّد من ظفر [به] (١) من النهّاية بالقتل، فسكن الحال.

وفيه، فى ثالث عشره، خلع على أسندمر العمرى، بنقابة الجيش؛ وعلى ناصر الدين محمد بن ليلى، بولاية مصر، وعزل عنها الشهاب أحمد الطرخانى. - وفيه فى رابع عشره قبض على الأمير مقبل الرومى، أمير جاندار، من منزله، ونهب ما وجد له.

وأما ما كان من أمر تنم، نائب الشام، فإنّه وجّه الأمير آقبغا اللكاش، فى عدّة من الأمراء والعساكر، فساروا من دمشق، فى أوله (٢)، وتبعتهم أطلاب أمراء دمشق، وخرجوا منها، فى ثالثه، وعليهم الأمير جلبان، ومعه الأمير شهاب الدين أحمد بن الشيخ على، وطيفور، حاجب الحجّاب بدمشق، ويلبغا الأشقتمرى، وصرق، فساروا إلى حلب.

وقبض الأمير تنم على الأمير بتخاص، وموسى التركمانى، وحبسهما بقلعة دمشق، من أجل أنّه اتّهمهما بالميل مع أهل مصر.

ثم خرج تنم من دمشق فيمن بقى معه، فى سادسه، يريد حلب، وجعل الأمير أزدمر، أخو أينال، نائب الغيبة، فوصل إلى حمص، واستولى عليها، وأقام فيها من يثق به؛ وتوجّه إلى حماة، ووافاه يونس الرماح، نائب طرابلس، ومعه عسكر طرابلس، فامتنع نائب حماة، وقاتل تنم قتالا شديدا، وقتل من أصحابه نحو الأربعة، ولم يقدر عليه تنم.


(١) [به]: تنقص فى الأصل.
(٢) فى أوله، يعنى فى أول شهر ربيع الأول.