للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى تتمّة نحو الألف، فمرّوا بالخيول السلطانية فى ناحية سرياقوس، فأخذوا من جيادها نحو المائة؛ وساروا إلى دمشق.

وتجمّع من العوام، والمفسدين، خلائق، ونهبوا بيته، وبيوت الأمراء الذين (١) ركبوا معه، وأخذوا كل ما فيها، حتى الرخام، والأبواب؛ ونهبوا مدرسة أيتمش، وحفروا قبر ولده الذى بها، وظنّوا أنّ فيه مال، فلم يجدوا فيه شيئا؛ وأحرقوا الربع المجاور لها من خارج باب الوزير، فلم يعمر بعد ذلك؛ ونهبوا جامع آقسنقر، واستهانوا حرمة المصاحف؛ ونهبوا بسط قبّة خوند زهرا بنت الملك الناصر محمد بن قلاون، المجاورة لبيت أيتمش؛ ونهبوا مدرسة السلطان حسن؛ وأتلفوا عدّة من مساكن المنهزمين؛ وكسروا الزعر حبس الديلم، وحبس الرحبة، وأخرجوا المسجونين.

وتمّ النهب عمّال يومين، وصارت القاهرة مائجة، ليس بها حاكم، ولا والى، ولا حاجب، وطمع الناس فى السلطان لصغر سنّة، ولولا لطف الله بالناس لنهبت القاهرة عن آخرها. - فلما انكسر الأتابكى أيتمش، توجّه ومن معه إلى نحو دمشق.

وقتل فى هذه الواقعة من الأمراء: قجماس المحمدى، شاد السلاح خاناة من الأمراء العشرات، وقرابغا الأسنبغاوى، وينتمر المحمدى، من الأمراء الألوف؛ واختفى ممن كان مع أيتمش: وهو مقبل الرومى الطويل، أمير جاندار، وكمشبغا الخضرى؛ فندب السلطان فى طلب المنهزمين بكتمر الركنى، ويلبغا الناصرى، وآقبغا الطرنطاى، من الأمراء الألوف، وأسنبغا، الدوادار، من الطبلخانات، وباشباى من باكى، وصوماى الحسنى، من العشرات، فى خمسمائة مملوك من المماليك السلطانية، فلم يدركوهم وعادوا.

وفيه، فى حادى عشره، استقرّ قرابغا مغرق، فى ولاية القاهرة، عوضا عن عيسى ابن فلان، فنودى بين يديه: أنّ من أحضر أميرا من أصحاب أيتمش، أخذ ألف دينار.

وفيه، فى ثانى عشره، استقرّ فى ولاية القاهرة بلبان، من المماليك السلطانية،


(١) الذين: الذى.