للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى حلب، مع الأمير جلبان. - وفيه قبض على الأمير بتخاص، وسجن بقلعة دمشق.

وفيه، فى يوم الخميس سادسه، استدعى الملك الناصر فرج، بالأمير الكبير أيتمش، إلى القصر، وقال له: «يا عمّ أنا قد أدركت، وأريد أن اترشّد»؛ وكان هذا قد بيّته معه الأمير يشبك، والأمير سودون طاز، فيمن معهما من الخاصكية، ليستبدّ السلطان، ويحصل لهم الغرض فى أيتمش، والأمراء، أو يمتنع أيتمش من تصرّف السلطان، فينفتح لهم باب إلى القتال، ومحاربة أيتمش، والأمراء.

فأجاب أيتمش للسلطان بالسمع والطاعة، واتّفق مع الأمراء، والخاصكية، على ترشيد السلطان، وأن يمتثل ساير ما يرسم به، واستدعى فى الحال الخليفة، وشيخ الإسلام سراج الدين البلقينى، وقضاة القضاة، وقضاة العساكر، [ومفتين دار العدل] (١)، وكاتب السرّ، وناظر الجيش، وغيره ممن عادته حضور المجالس السلطانية.

وادّعى القاضى سعد الدين إبراهيم (٢) بن غراب، ناظر الجيش، والخاص، على الأمير أيتمش، بأنّ السلطان قد بلغ راشدا، وأشهد عدّة من الخاصكية بذلك، فحكم القضاة برشد السلطان، وأعذر الأتابكى أيتمش فى ذلك، وأعذر الخليفة، فإنّهما كانا من جملة الأوصية.

فلما تمّ ذلك خلع السلطان على الخليفة، وعلى شيخ الإسلام، وقضاة القضاة، ومن حضر من بقيّة القضاة، والفقهاء، وعلى الأمير أيتمش، ونزلوا إلى بيوتهم؛ ونزل الأمير أيتمش إلى داره التى كان يسكنها فى الأيام الظاهرية، ونقل سائر ما كان له بالاصطبل السلطانى.

وللحال دقّت البشائر، ونودى فى القاهرة، ومصر، بالأمان والاطمان، والبيع والشرى، وأن تزيّن القاهرة سبعة أيام، والدعاء للسلطان، فضجّ الناس له بالدعاء، من الخاص والعام، وزيّنت (٣) المدينة سبعة أيام.


(١) مفتين دار العدل: كذا فى الأصل.
(٢) إبراهيم: ابرهيم.
(٣) وزينت: وزبنة.