للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه طلع الأمراء، يوم الخميس حادى عشرينه، بالقلعة، على عادتهم للخدمة، وتأخّر الأمير سودون، أمير آخور كبير، عن الحضور، فأرسل خلفه الأتابكى أيتمش، فامتنع من الحضور، فبعث الأمراء إليه ليحضر، فامتنع، فكرّروا الإرسال إليه ثلاث مرّات إلى أن حضر، فكلّموه فى النزول من الاصطبل، وكان ساكنا به، فلم يجبهم إلى ذلك، فتخيّلوا منه، واتّهموه أنّه يريد إثارة فتنة، والوثوب على السلطان، فقبضوا عليه، وعلى على بن أينال، وأخرجوا ما كان بالاصطبل من خيول، وقماش، ونحو ذلك، وسكن الأمير أيتمش مكانه، وأنزل بسودون وابن أينال مقيّدين إلى الحرّاقة نصف الليل، وجهّزا إلى الإسكندرية، فسجنا بها.

وفيه، فى العشرين منه، نودى بالقاهرة ومصر، بخروج طائفة العجم من مصر، وهدّد من تأخّر بعد ثلاثة أيام بالقتل، فلم يخرج منهم أحد، وسكت عن ذلك، بما بلغ الأمراء عن الخاصكية، أنّهم قد اتّفقوا على القبض عليهم عند طلوعهم إلى الخدمة بالقلعة، فكثر خوفهم.

وخلع على الأمير يشبك الشعبانى، الخازندار، واستقرّ لالا السلطان، ومعه الأمير قطلوبغا الكركى لالا أيضا.

وفيه، فى يوم الخميس حادى عشرينه، جلس السلطان بدار العدل، على عادة الملوك، وخلع على الأمير الكبير أيتمش، وقرّر فى الأتابكية؛ وعلى الأمير تغرى بردى (١)، أمير سلاح، وهو والد الجمالى يوسف المؤرّخ؛ وخلع على الأمير أرغون شاه، وقرّر أمير مجلس؛ وخلع على الأمير أرسطاى، وقرّر رأس نوبة النوب؛ وخلع على الأمير فارس، وقرّر حاجب الحجّاب؛ وخلع على الأمير بيبرس، وقرّر أمير دوادار كبير؛ وخلع على الأمير تمربغا المنجكى، وقرّر حاجب تانى؛ وخلع على يلبغا، أستادار؛ وخلع على الوزير تاج الدين؛ وخلع على الأمير ناصر الدين محمد بن سنقر ومدّ، السماط على العادة.

ودخل السلطان من دار العدل إلى القصر، وجلس القضاة بجامع القلعة، حتى يخلع عليهم، وعلى بقيّة أرباب الدولة.


(١) بردى: برى.