للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يصل صحبة أمير الحاج؛ وكتب إلى الأمير بيسق بذلك، وإلى أمير المدينة النبوية أيضا.

وفيه اجتمع أيتمش والأمراء بالقلعة، لتقرير أحوال الدولة، فكتب بالعزا والهنا إلى مملكة الشام وغيرها؛ وكتب إلى الأمير نعير بن حيار بإمرة آل فضل، على عادته، وعزل الأمير شمس الدين محمد بن عنقاء بن مهنا، وعرّف بموت الظاهر، وقيام الملك الناصر، وحمل إليه تشريف على يد الأمير أسنبغا، الدوادار.

وجهّز سودون الطيار، أمير آخور، بالكتب إلى دمشق، ومعه تشريف، وتقليد، ونسخة يمين، وستة أرؤس خيل؛ وجهّز الأمير يلبغا الناصرى إلى حلب، بمثل ذلك؛ والأمير تغرى بردى قرا إلى طرابلس، بمثل ذلك؛ والأمير أرتبغا الحافظى إلى حماة، ومعه خمسة أرؤس من الخيل؛ والأمير بشباى من باكى إلى صفد؛ والأمير شاهين كتك الأفرم إلى الكرك، ونائب غزّة، وعلى يد كل منهم كتاب يتضمّن العزاء بالظاهر، والهناء بالناصر، وأن يحلف نائب السلطنة والأمراء، على العادة، فساروا على خيل البريد.

وقرّر الأمير أيتمش، مع الأمراء، إبقاء الأمور على ما هى عليه، وقال للمماليك السلطانية: «اعلموا أنّ نحن مماليك فرد رجل واحد، وذلك الواحد مات، وتولّى ابنه مكانه، فلا تخرجوا عن طاعته، وكونوا كما كنتم عليه لأبيه»، فأجابوا بالسمع والطاعة.

وأكّد على الوزير، تاج الدين عبد الرزاق، والأمير يلبغا، الأستادار، فى الكفّ عن ظلم الرعية، وتجهيز القسط، والجامكية، والعليق، واللحم، برسم المماليك السلطانية، «ومتى تعطّل شئ (١) من ذلك ضربتكما بالمقارع»؛ وكذلك قال لناظر الخاص، بسبب الكسوة، فأجابوا بالسمع والطاعة.

وفيه، فى يوم الاثنين ثامن عشر شوّال، خرج المحمل إلى الحجّ، صحبة الأمير شيخ المحمودى، وجعل أمير المحمل، وشيخ هذا هو الذى تسلطن؛ وقدّم أمير الركب الأول الأمير الطواشى سيف الدين بهادر، مقدّم (٢) المماليك.


(١) شئ: شيئا.
(٢) مقدم: ومقدم.