للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعند ما تكامل الأمراء بالقصر، أغلق الخاصكية باب القصر، وكان رأسهم يومئذ: سودون طاز، وسودون من زاده، وآقباى، رأس نوبة، وجهاركس المصارع؛ ثم سلّوا سيوفهم، وهجموا على الأمراء، وقبضوا على: أرسطاى، وتمراز الناصرى، وتمربغا المنجكى، وطغنجى، وبلاط السعدى، وطولو، رأس نوبة، وفارس، الحاجب؛ وفرّ مبارك شاه، وطبج، فأدركا، وقبض عليهما؛ وبلغ ذلك يلبغا، الأستادار، وكان خارج القصر، فخلع خلعته، وسلّ سيفه، ونزل من القلعة إلى داره.

وأحضر الخاصكية الأمراء المقبوض عليهم إلى عند الأمير أيتمش، وقد بهت وأسكت، فقيّدوا أرسطاى، رأس نوبة، وتمراز، وتمربغا المنجكى، الحاجب، وطغنجى، أحد أمراء الطبلخانات، وطولو، وبلاط من الطبلخانات أيضا، وأطلقوا من عداهم؛ واستدعى يلبغا، أستادار، فلما حضر قبض عليه وقيّد.

وأنزل بالأمراء المقبوض عليهم إلى الحرّاقة، فأحدروا إلى الإسكندرية، فى ليلة السبت ثالث عشرينه: أرسطاى، وتمراز، وطولو؛ وأحدروا إلى دمياط: تمربغا المنجكى، وبلاط السعدى، وطغنجى الأشرفى.

وعصروا الأمير يلبغا ليحضر المال، وأسلموه إلى القاضى سعد الدين إبراهيم بن غراب ليحاسبه، فنزل به إلى داره؛ وسألوا يلبغا السالمى بوظيفة الأستادارية، فامتنع؛ فعرضوها على ابن سنقر، وابن قطينة، فلم يوافقا؛ فخلع على الأمير زين الدين مبارك شاه، واستقرّ أستادار، عوضا عن يلبغا الأحمدى المجنون.

وفيه أمر بالنفقة على المماليك، فتولّى الإنفاق عليهم يلبغا السالمى، وأعطى بحضرة السلطان كل مملوك، من أرباب الخدم الجوّانية، ستين دينارا، صرف كل دينار بثلاثين درهما؛ وكل واحد، من أرباب الأشغال البرّانية خمسمائة درهم.

ونودى أن يكون سعر الدينار ثلاثين درهما، فإنّ الناس كانوا توقّفوا فى الذهب بعد موت السلطان، وانحطّ من ثلاثين إلى ثلاثة (١) وعشرين درهما الدينار، فشقّ ذلك


(١) ثلاثة: ثلثة.