للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبى عبد الله محمد، وشيخ الإسلام سراج الدين البلقينى، وقضاة القضاة الأربعة، وسائر الأمراء، الأكابر والأصاغر، وجميع أرباب الدولة، إلى حضرة السلطان.

فلما تكامل المجلس، حدّثهم فى العهد لأولاده، فابتدأ الخليفة بالحلف للأمير فرج بن السلطان، أنّه هو السلطان بعد وفاة أبيه، ثم حلف بعده القضاة، والأمراء؛ وتولّى تحليفهم كاتب السرّ فتح الدين فتح الله، وكان منذ نزل بالسلطان مرضه، أقام عنده ليلا ونهارا لثقته به؛ فلما تمّ الحلف لفرج، حلفوا أن يكون القائم بعد فرج، أخوه عبد العزيز، وبعد عبد العزيز، أخوهما إبراهيم.

ثم كتب وصيّة السلطان، فأوصى لزوجاته، وسراريه، وخدّامه، بمائتى ألف دينار وعشرين ألف دينار؛ وأن تعمر له تربة تحت الجبل، بجوار تربة الأمير يونس، الدوادار، خارج باب النصر، بثمانين ألف دينار، ويشترى بما يفضل عن العمارة عقار ليوقف عليها؛ وأن يدفن بها فى لحد تحت أرجل الفقراء الذين بحوش الخليلى، وهم:

علاء الدين على السيرامى، وأمين الدين الخلوتى، وعبد الله الجبرتى، وعبد الكريم الجبرتى، وطلحة، وأبو بكر البجائى، وأحمد الزهورى.

وقرّر أن يكون الأمير الكبير أيتمش، هو القائم بعده بتدبير دولة ابنه فرج، وجعله وصيّا على تركته، ومعه الأمير تغرى بردى، أمير سلاح، والأمير بيبرس، الدوادار، والأمير يشبك، الخازندار، وفتح الدين فتح الله، كاتب السرّ، والأمير ناصر الدين محمد بن سنقر البجكاوى، وسعد الدين إبراهيم بن غراب، والأمير قطلوبغا الكركى، والأمير يلبغا السالمى، وجعل الخليفة ناظرا (١) على الجميع.

فلما تقرّر ذلك، انفضّ الجميع، ونزل الأمراء بأسرهم فى خدمة الأمير أيتمش، إلى منزله، فوعدهم بخير، وأنّه يبطل المظالم، وأخذ البراطيل (٢)، على المناصب والولايات.

وأكثر السلطان من الصدقات، قال الزينى صندل المنجكى، الخازندار: «إنّ السلطان تصدّق فى هذه المرضة، على الفقراء والعلماء، بأربعة عشر ألف دينار وستة وتسعين دينارا، خارجا عما أنعم به على العجائز والأرامل والأيتام».


(١) ناظرا: ناظر.
(٢) البراطيل: بمعنى الرشوة.