للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بأن يحمل إلى عثمان بن طور، من مال الحاصل، خمسين ألف درهم فضّة، مع الأمان المجهّز له؛ وكتب لنائب صفد، أن يحمل موجود الأمير أحمد بن الشيخ على، نائب صفد، كان.

وفيه توفّى قاضى القضاة المالكية ناصر الدين أحمد بن التنسى، وهو والد القاضى بدر الدين بن التنسى. - فلما مات أخلع السلطان على القاضى ولىّ الدين بن خلدون المغربى المالكى، وأعاده إلى القضاء، وكان طلب من قرية بالفيوم؛ وكان قد سعى فى القضاء شرف الدين محمد بن الدمامينى الإسكندرانى، بتسعين ألف درهم، فردّها السلطان.

وفيه ترافع الأمير محمد بن عمر بن عبد العزيز الهوارى، أمير هوارة، هو والأمير عثمان (١) بن الأحدب، والأمير ألطنبغا، والى العرب، نائب السلطنة بالوجه القبلى، بين يدى السلطان بالاصطبل، فظهر الحقّ مع محمد بن عمر، فسلّم ألطنبغا إلى الوزير ليصادره، وسلّم ابن الأحدب، وأولاده، إلى الوالى، فسجنهم بخزانة شمايل؛ واستقرّ أمير على، نائب السلطنة بالوجه القبلى.

وفيه رسم السلطان للقضاة، بعرض الشهود الجالسين بالحوانيت للتكسّب بالشهادة (٢)، فكتب نقباء القضاة أسماءهم، وشرع القضاة فى عرضهم ليختبر حال كل منهم، ويبقى من عرف بحسن السيرة، ويمنع من تحمّل الشهادة من جهل حاله، أو عرف بسوء، فمنع جماعة، ثم أعيدوا بالرسائل، وشفاعات الأكابر، فلم يتمّ الغرض.

وفى شهر رمضان، فيه حضر ابن خلدون، وخلع عليه، فى خامس عشره، واستقرّ فى قضاء القضاة المالكية، عوضا عن ابن التنسى؛ فشرع فى عرض الشهود، وأغلق عدّة حوانيت استجدّت بعده، وهذه ولايته الثانية، بعد ما أقام معزولا نحو خمس عشرة سنة.


(١) عثمان: عثمن.
(٢) بالشهادة: بالشهاداة.