للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شهاب الدين أحمد بن الشيخ على، نائب صفد، والأمير سيف الدين جلبان الكمشبغاوى، أتابك دمشق؛ فورد المرسوم على النائب وهو بالغور، فاستدعى نائب صفد، وقبض عليهما، وبعث بسيفيهما (١) إلى قلعة الجبل، على العادة، وسجنا بقلعة دمشق.

ورسم أن يستقرّ الأمير علاء الدين ألطنبغا العثمانى، حاجب الحجّاب بدمشق، فى نيابة صفد، فسار إليها فى خامس شعبان؛ ونقل الأمير سيف الدين بيقجاه الشرفى طيفور، نائب غزّة، إلى دمشق، واستقرّ حاجب الحجّاب بها؛ ونقل علاء الدين ألطنبغا، نائب الكرك، لنيابة غزّة.

وفى شعبان، فيه أخلع السلطان على سائر الأمراء المقدّمين، أقبية مقترح نخ، وهى أقبية الشتاء، وكان قد بطل ذلك منذ انقطع الركوب فى الميادين، نحو خمس عشرة سنة، وخلع على الأمير يلبغا السالمى، أحد العشرات، واستقرّ فى نظر خانقاة شيخو، عوضا عن الأمير حاجب الحجّاب، فارس، لشكوى الصوفية من تأخّر معاليمهم مدّة أشهر، واستقرّ الأمير على بن مسافر، نائب السلطنة بالوجه البحرى، وخلع عليه، عوضا عن أمير على السيفى.

وفيه، فى ليلة الاثنين ثالث عشره، بالرؤية، خسف القمر جميعه، فتفاءل الناس بزوال السلطان، فكان الأمر كذلك.

وفيه جاءت الأخبار بوفاة وزير اليمن، أبو نصر حسين بن على الفارقى، وكان عالما فاضلا، ناظما نائرا، وله شعر جيّد، فمن ذلك قوله:

يا من إذا ما بدا والبدر كان له … عليه فى الحسن إشراق ولألاء

كم قد سألتك فى وصل فلا نعم … كانت جوابك لى فيه ولالاء

وفيه حمل جهاز خديجة بنت الأمير جهاركس الخليلى، على ثلثماية وستين جمالا، وعشرين قطارا بغالا، إلى دار زوجها الأمير بيبرس، الدوادار، ابن أخت السلطان، وبنى عليها ليلة الجمعة سابع عشره.

وفيه أرسل السلطان أمانا (٢) لقرايلك عثمان بن طور على، وكتب لنائب حلب،


(١) بسيفيهما: بسيفهما.
(٢) أمانا: أمان.