للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبوه وهو طفل، ونشأ وعانى الطبّ إلى أن ولى رياسة الأطباء، بعد موت شيخنا علاء الدين على بن صغير.

واختصّ بالملك الظاهر فولاّه كتابة السرّ، بعد ما سئل فيها بقنطار من ذهب، فأعرض عنه، واختار فتح الله، مع علمه ببعده عن معرفة صناعة الإنشاء، وقال:

«أنا أعلّمه ذلك»، وشكره الناس. - وقرّر فى رياسة الطبّ، عوضه الريّس كمال الدين عبد الرحمن بن ناصر بن صغير.

وفيه خلع السلطان على جمال الدين يوسف الملطى الحنفى، قاضى القضاة الحنفية، واستقرّ فى تدريس المدرسة الصرغتمشية المجاورة للجامع (١) الطولونى، عوضا عن الكلستانى. - والطبيب شمس الدين عبد الحق بن فيروز قرّر فى الرياسة، عوضا عن فتح الدين.

وفيه وجد فى تركة الكلستانى من الذهب المختوم، ما زنته مائة رطل، وعشرة أرطال مصرية، سوى الأثاث، والثياب، والكتب، والخيول، وغير ذلك.

وفيه استقرّ الأمير صارم الدين إبراهيم بن ناصر الدين (٢) محمد بن مقبل فى ولاية مصر، عوضا عن الأمير علم الدين سليمان (٣) الشهرزورى، وأضيف إليه ولاية الصناعة، والأهراء، والقرافتين.

وفيه ورد البريد بوقوع الفتنة بين محمد بن عمر بن عبد العزيز الهوارى، وبين أصحاب على بن غريب الهوارى، النازلين بالأشمونين؛ وذلك أنّ ابن عمر أراد إخراجهم من البلاد، فتحالف أصحاب ابن غريب، الذين بالبحيرة وغيرها، مع فزارة، وعرك، وبنى محمد، ووافقهم عثمان بن الأحدب؛ وكبسوا بأجمعهم كاشف الوجه القبلى، وقتلوا عدّة من مماليكه، ونجا بنفسه.

فرسم السلطان بتجهيز ستة من الأمراء المقدّمين، وهم: الأمير تغرى بردى،


(١) المجاورة للجامع: المجاور لجامع.
(٢) ناصر الدين: مقبل ناصر الدين.
(٣) سليمان: سليمن.