للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه صدر السلطان، ونزل، ورسم له أن ينزل عند الوزير، فأقام بداره، وتحدّث فى الوزارة مع خواصّ السلطان، فثقل مقامه على الوزير، واستأذن السلطان فى سفره إلى قطيا، فلم يأذن له، وبعث إلى ابنه عبد الغنى يخلفه، وجعله فى الولاية بقطيا.

وقرّره فى الوزارة، فنزل بزىّ الأمراء، وسلّم إليه ابن الطوخى، فأنزله من القلعة، ومعه شاد الدواوين؛ وقبض أيضا على برهان الدين إبراهيم بن عبد الكريم الدمياطى، ناظر المواريث بالقاهرة، ومصر، وناظر الأهراء، وعلى المقدّم زين الدين ابن صابر، وشريكه على البديوى؛ فالتزم الدمياطى للوزير بأربعمائة ألف درهم، والتزم (١) مقدّما الدولة بثلثماية ألف درهم، وتسلّمهم الأمير شهاب الدين أحمد بن الحاج عمر قطينة، أستادار البيوت.

[وفى] (٢) جمادى الأولى (٣)، فيه رسم السلطان بإحضار الأمير سيف الدين يلبغا الأحمدى المجنون، من ثغر دمياط، فتوجّه لإحضاره سيف الدين بيغان، الخاصكى.

وفيه توفّى القاضى بدر الدين محمود الكلستانى الحنفى، كاتب السرّ بالديار المصرية، وكان رئيسا فاضلا، ولى كتابة السرّ، ومشيخة الخانقاة الشيخونية، وغير ذلك من الوظائف.

فلما مات استدعى السلطان الريّس فتح الله بن معتصم بن نفيس الداودى، ريّس الأطباء، وخلع عليه واستقرّ فى كتابة السرّ، عوضا عن بدر الدين محمود الكلستانى، بحكم وفاته.

وفتح الله هذا كان جدّه نفيس يهوديّا، من أولاد نبى الله داود، ، فقدم من توريز فى أيام الملك الناصر حسن بن محمد بن قلاون إلى القاهرة، واختصّ بالأمير شيخوا العمرى وطبّه، وصار يركب بغلة بخفّ ومهماز، وهو على اليهودية، ثم إنّه أسلم على يد السلطان حسن.

وولد فتح الله بتوريز، وقدم على جدّه، فكفله عمّه بديع بن نفيس، وقد مات


(١) والتزم: والتزما.
(٢) [وفى]: تنقص فى الأصل.
(٣) الأولى: الأول.