للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنعم على كل من سودون من زادة، وتغرى بردى الجلبانى، ومنكلى بغا الناصرى، وبكتمر جلق الظاهرى، وأحمد بن عمر الحسنى، بإمرة طبلخاناة؛ وأنعم على كل من بشباى من باكى، وتمربغا من باشاه، وشاهين من إسلام، وجوبان العثمانى، وجكم من عوض، بإمرة عشرة.

وفيه طلع رجل عجمى إلى السلطان، وهو جالس للحكم بين الناس، ومدّ يده إلى لحيته فقبض عليها، وسبّه سبّا قبيحا، فبادر إليه رءوس النوب، وأقاموه، ومرّوا به وهو مستمرّ فى السبّ، فسلّم إلى الوالى، فنزل به، وضربه أياما حتى مات.

وفيه استعفى الأمير سودون باشاه، من الحجوبية لعجزه، فأعفى، واستعيد خبره وفيه خلع على الأمير تاج الدين عبد الرزاق بن أبى الفرج بن نقولا الأرمنى، الأسلمى، والى قطيا، واستقرّ فى الوزارة، عوضا عن الوزير، الصاحب بدر الدين محمد الطوخى، وكان بدء أمره؛ وسبب ولايته، أنّ أباه كان نصرانيّا، من النصارى الأرمن، الذين قدموا إلى القاهرة، فأظهر الإسلام، وخدم صيرفيّا بناحية منية عقبة، من الجيزة، مدّة، ثم انتقل إلى قطيا، وخدم بها صيرفيّا، ومات هناك.

فاستقرّ ابنه عبد الرزاق هذا عوضه، وباشر الصرف بقطيا مدّة، ثم سمت نفسه إلى أن استقرّ عاملا بها، فباشر زمانا؛ وانتقل من عمالة قطيا، إلى وظيفة الاستيفاء، فوعد بمال، واستقرّ فى نظر قطيا، ثم جمع إليها الولاية، ولم يسبق إلى ذلك، فباشرهما مدّة؛ وترك زىّ الكتّاب ولبس القباء والكلفتاة، وشدّ السيف فى وسطه، وصار يدعى «بالأمير»، بعد ما كان يقال له «المعلّم»، ثم صار يقال له «القاضى».

وتشدّد على الناس فى أخذ المكوس، وكثر ماله، فوشى به إلى الصاحب بدر الدين محمد بن الطوخى، فندب إليه الأمير شهاب الدين أحمد بن الزين الحلبى، فسار إليه، وصادره، وضرب ابنه عبد الغنى، وعبد الغنى هذا هو الأمير فخر الدين بن أبى الفرج، وكان صغيرا، بحضرته، وأخذ منه مالا جزيلا، يقارب الألف ألف درهم.

فحنق من الوزير، وكتب إلى السلطان يسأل فى الحضور، فأذن له، وقدم، فأوصله المهتار زين الدين عبد الرحمن إلى السلطان، فى خفية، فرافع الوزير بما وغر