وعند ما قبض على نوروز، ارتجت المدينة، وغلقت الأسواق، وحسب الناس أنّها فتنة، فلم يظهر شئ، وسكن الحال، ونودى بالأمان، ففتح باب زويلة، وكان قد أغلق بغير إذن الوالى؛ فضرب البوّاب بالمقارع، وشهر من أجل أنّه أغلقه.
وفيه، فى يوم السبت رابع عشره، خلع على الأمير آقبغا اللكاش، بنيابة الكرك، وأخرج من ساعته، ومعه الأمير أرسطاى، رأس نوبة، والأمير فارس، حاجب الحجّاب، والأمير تمربغا المنجكى، أمير حاجب، موكّلين به إلى خارج القاهرة، وأذن له فى الإقامة بخانكاة سرياقوس عشرة أيام، حتى يجهّز أحواله، ووكّل به الأمير تانى بك الكركى، الخاصكى، وأن يكون متسفّره.
وفيه، فى ليلة الأحد خامس عشره، أنزل بالأمير نوروز من القلعة إلى الحرّافة، وأحدر فى النيل إلى الإسكندرية، ومعه الأمير أرنبغا (١) الحافظى، أحد أمراء العشرات، موكّلا به حتى يسجنه بالبرج. - وفيه، فى ثامن عشره، قبض على قوزى، الخاصكى، وسلّم إلى والى القاهرة.
وفيه، فى تاسع عشره، أنعم السلطان على الأمير سيف الدين تمراز الناصرى، بإقطاع نوروز الحافظى، وجعله مقدّم ألف؛ وأنعم على الأمير سودون الماردينى، بإقطاع اللكاش؛ وعلى الأمير سيف الدين أرغون شاه البيدمرى الآقبغاوى، واستقرّ به أمير مجلس؛ واستقرّ الأمير سودون، قريب السلطان، أمير آخور، عوضا عن نوروز.
وفيه أملى بعض المماليك السلطانية، سكّان الطباق بالقلعة، على بعض فقهاء الطباق، أسماء جماعة من المماليك، والأمراء، أنّهم قد اتّفقوا على إقامة فتنة، فكتبها، ودخل بها المملوك على السلطان؛ فلما قرئت عليه، استدعى المذكورين، وأخبرهم بما قيل عنهم، فحلّوا أوساطهم، ورموا سيوفهم، وقالوا:«يوسّطنا السلطان، وإلا يخبرنا بمن قال هذا عنا»؛ فأحضر المملوك، وسلّمه إليهم، فضربوه نحو الألف، فقال: