للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه رسم السلطان للفقراء بمال كبير، يفرّق فيهم، فاجتمع تحت القلعة منهم عالم كبير، وازدحموا لأخذ الذهب، فمات فى الزحام منهم سبعة وخمسون شخصا، ما بين رجل وامرأة، وكبير وصغير.

وفيه، فى ثانى عشره، رسم بجمع أهل الاصطبل السلطانى، من الأمير آخورية، والسلاخورية، ونحوهم، فاجتمعوا، ونزل السلطان من القصر إلى مقعده بالاصطبل، وهو موعوك، لعرضهم، حتى انقضى ذلك، وصرفهم؛ ثم قبض على جرباش، من جماعتهم.

وعرض الخيول، وفرّق خيل السباق على الأمراء، كما هى العادة؛ ثم عرض الجمال البخاتى؛ كل ذلك تشاغلا، والغرض غير ذلك.

ثم أظهر أنّه قد تعب، واتّكأ على الأمير نوروز الحافظى، أمير آخور، ومشى فى الاصطبل متّكئا عليه، حتى وصل إلى الباب، الذى يصعد منه إلى القصر، أدار يده على عنق نوروز، فتبادر المماليك إليه يلكموه (١) حتى سقط، فعبر السلطان الباب، وقد ربط نوروز، وسحب، حتى سجن عنده.

وكان القصد فى حركة السلطان مع توعّكه، إنما هو أخذ نوروز، فإنّه كان يتّهمه بممالأة ألى باى، ومعه الأمير آقبغا اللكاش؛ ثم بلغه أنّ نوروز قصد أن يركب، فمنعه أصحابه، وأشاروا عليه أن يصبر حتى ينظر، فإن مات السلطان، حصل القصد بغير تعب، وإن حصل له الشفاء، جمع لحربه، وركب.

وكان ممن حضر هذه المشورة (٢) مملوكان من الخاصكية، قرّر نوروز معهما، أنّهما إذا كانت ليلة نوبتهما فى المبيت عند السلطان، يقتلاه (٣)، ويرميا الثريا التى توقد بالمقعد المطلّ على الاصطبل، حتى يأخذ هو حينئذ الاصطبل، ويركب للحرب؛ فتمّ هذان المملوكان عليه، وأعلما صاحبا لهما من المماليك، يقال له قانى باى، وواعداه أن يكون معهما، فأجابهما، وحضر إلى السلطان وأعلمه الخبر، فكان ما ذكر.


(١) يلكموه: كذا فى الأصل.
(٢) هذه المشورة: هذا المشور.
(٣) يقتلاه: كذا فى الأصل.