للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورغّب فى العود إليه، فلم يقبل، وأصرّ على ردّته إلى النصرانية، فسئل عن سبب ردّته، فلم يبد شيئا؛ فلما أيس (١) منه ضربت رقبته، بحضرة الأمير الطواشى شاهين الحسنى، أحد خاصكية السلطان.

وفيه رسم السلطان بانتقال الأمير سيف الدين جنتمر التركمانى، من إمرة الطبلخاناة بدمشق، إلى نيابة حمص، عوضا عن تمان بغا الظاهرى، بعد وفاته.

وفيه تنكّر السلطان على سودون الحمزاوى، الخاصكى، وضربه بين يديه، وسجنه بخزانة شمايل مدّة أيام، ثم أخرجه منفيّا إلى بلاد الشام.

وفيه توفّى السلطان الملك المنصور محمد بن الملك المظفّر حاجى بن الملك الناصر محمد ابن قلاون، وكان مسجونا بقلعة الجبل، حتى مات فى تلك السنة؛ وكان قانعا بالعيش الرغد، مولعا بشرب الراح، وحبّ الملاح، وقد تسلّى (٢) عن الملك بالعيشة الطيّبة، فكان كما قيل فى المعنى:

إنما العيش سماع … من قيان ومدام

فإذا فاتك هذا … فعلى الدنيا السلام

وكان عنده جوارى مغانى، يزفّون بالطارات، عند الصباح، وعند المساء، واستمرّوا بعده يعرفن بجوقة المنصور.

وفيه توفّى بكلمش العلاى، أمير سلاح، مات بالقدس، وهو طرخان. - وفيه أخلع السلطان على بيقجاه طيفور الشرفى، واستقرّ به نائب غزّة، عوضا عن أحمد ابن الشيخ على.

وفى صفر، قبض على أينال، خازندار الأمير تانى بك اليحياوى، أمير آخور، وقد اتّهم أنّه كان من أعوان ألى باى.

وفيه ابتدأ وعك بدن السلطان، وحدث له إسهال مفرط، لزم منه الفراش، واستمرّ وعكه مدّة تزيد على عشرين يوما.


(١) أيس، من اليأس.
(٢) تسلى: تسلا.