فيها مبلغ ثلاثين ألف دينار، ثم دلّ على أخرى فيها مبلغ تسعين ألف دينار، ثم عشرين ألف دينار.
ثم إنّ يلبغا الأحمدى احتاط على موجوده، من صامت وناطق وعقار، فقوّم ذلك بمائة ألف دينار، فلم يكتف يلبغا الأحمدى بذلك، وعاقبه ثانيا، وألبسوه خوذة حديد وهى محميّة بالنار، فأقرّ أنّ له عند ابن عمّه مايتى ألف دينار؛ وأقرّ أنّ له عند أخيه مائتى ألف درهم فضّة نقرة؛ وألزم أربعة من خواصّه بمائتى ألف درهم؛ وأقرّ أنّ له عند قرابته تقىّ الدين الخطيب خمسين ألف دينار، فحمل ذلك جميعه إلى الخزائن الشريفة؛ فالذى جمعه علاء الدين بن الطبلاوى من وجه حرام، خرج منه على أنحس حال، وصار عليه إثمه إلى يوم القيامة، وقد قيل فى المعنى:
النار آخر دينار نطقت به … والهمّ آخر هذا الدرهم الجارى
والمرء ما دام مشغوفا بحبّهما … معذّب القلب بين الهمّ والنارى
فلما استصفى السلطان أمواله، رسم بإعادته إلى خزانة شمايل، فسجن بها.
وفى شعبان، توفّى الشيخ الصالح محمد الرازى المالكى.
وفيه قدم رسول الظاهر مجد الدين عيسى، متملّك ماردين، بكتابه يترامى على التزام الطاعة، ويعتذر من طاعته لتيمورلنك، بأنّه أقام عنده فى قيد، زنته خمسة وعشرون رطلا من الحديد، مدّة سنتين، حتى حلف له بالطلاق، وغير ذلك من الأيمان، أنّه يقيم على طاعته، فأفرج عنه، وأنّه وفى (١) بما حلف له عليه، وعاد إلى طاعة السلطان، وطلب التقليد، والتشريف، من السلطان، بنيابة ماردين، فأجيب بالشكر والثناء، وجهّز إليه تشريف، ومبلغ ثلاثين ألف دينار.
وفى رمضان، فيه جاءت الأخبار، بأنّ تمرلنك نزل على بغداد، وحاصرها بمجموعه، وكان السلطان أحمد بن أويس قد حصّنها؛ فلما رأى عين الغلب تركها وصار إلى نحو همذان.
وفيه عاد الأمير قطلوبغا الخليلى، أحد الأمير آخورية، وكان توجّه إلى بلاد