للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه استقرّ شرف الدين محمد الدمامينى، فى نظر الجيش، بعد موت جمال الدين محمود العجمى القصيرى، على أربعماية ألف درهم فضّة، قام بها، بعد ما حمل فى ولاياته بحسبة القاهرة، مائتى ألف وخمسين ألف درهم فضّة، سرق ذلك كله، وأضعافه، من مال الأمير محمود، الأستادار، فإنّه كان رفيقا لسعد الدين إبراهيم بن غراب فى مباشرته

وفيه استقرّ شمس الدين محمد بن أحمد بن أبى بكر الطرابلسى، فى قضاء الحنفية، عوضا عن الجمال محمود العجمى، وهذه ولايته الثانية، وولى كليهما (١) من غير بذل مال، ولا سعى، بل يطلب لذلك.

وفى ربيع الأول، توفّى القاضى جمال الدين القصيرى الحنفى، وكان رئيسا، تولّى من الوظائف: قاضى قضاة الحنفية، وناظر الجيش، وشيخ الخانقاة الشيخونية، وغير ذلك من الوظائف الجليلة.

فلما مات تولّى بعده فى نظارة الجيش، القاضى شرف الدين الدمامينى، عوضا عنه؛ وقرّر فى قضاء الحنفية، القاضى شمس الدين محمد الطرابلسى، ولاّه السلطان من غير سعى؛ واستقرّ البهاء محمد بن البرجى فى حسبة القاهرة، عوضا عن ابن الدمامينى، بمال أقام به، ولم يل قط إلا بمال.

وفيه قدم الأمير طولو من على باشاه، من بلاد الروم، وقد توجّه فى الرسالة إلى خوند كار ابن عثمان؛ وأخبر أنّه واقع الأكروس، وظفر منهم بغنائم كثيرة، وقتل خلائق لا تحصى.

وأنّ شمس الدين محمد بن الجزرى لحق بابن عثمان، فبالغ فى إكرامه، وجعل له فى اليوم مائة وخمسين درهما نقرة، وكان من خبره أنّه لما فرّ من القاهرة، ركب البحر من الإسكندرية إلى أنطاليا (٢) فى ثلاثة أيام، يريد اللحاق بابن عثمان، فإنّه أقرأ بدمشق القراءات رجلا من الروم، يقال له: حاجى مؤمن، صار من عظماء أصحاب ابن عثمان (٣)، فأكرمه متولّى أنطاليا، وبعث به إلى برصا، دار ملك ابن عثمان من بلاد


(١) كليهما: كذا فى الأصل.
(٢) أنطاليا: كذا فى الأصل، ولعله يعنى بلاد الأفاضول، أو هو تحريف لاسم «أنطاكيا»، وهو اسم يكتب بالتاء المربوطة فى نهايته.
(٣) عثمان: عثمن.