للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبى البقا السبكى، واستقرّ به عوضا عن المناوى؛ وكان سبب عزل المناوى أنّ السلطان قصد يقترض منه شيئا من مال الأيتام، فامتنع عن ذلك، فحنق منه السلطان وعزله، وأعيد أبو البقا.

ثم إنّ السلطان أرسل خلف التاجر المحلّى، والخروبى، وابن مسلم، واقترض منهم مائتى ألف دينار، والتزم محمود، الأستادار، بذلك القدر، وكتب عليه مسطورا بأنّ ذلك فى ذمّته.

ثم إنّ السلطان قبض على الصاحب سعد الدين بن البقرى، وعلى ولده تاج الدين؛ واستقرّ بالناصرى محمد بن كلبك، وزيرا، عوضا عن ابن البقرى.

وكان السلطان، لما قصد التوجّه إلى البلاد الشامية، قرّر الأمير سودون الشيخونى فى نيابة الغيبة، إلى أن يعود من السفر.

ثم إنّ السلطان أرسل الأمير قلمطاى، الدوادار، من الريدانية، ونادى فى القاهرة بعرض الجند البطّالة، فلما حضروا، قبض عليهم (١) وسجنهم بخزانة شمايل، وكانوا يظنّون أنّ السلطان يعطيهم نفقة، ويخرجوا (٢) صحبته.

ثم إنّ السلطان أرسل خلف الشيخ بدر الدين الكلستانى (٣)، شيخ الخانقاة الشيخونية، فلما أرسل خلفه خاف على نفسه، فظنّ سوءا؛ وكان سبب ذلك أنّ السلطان ورد عليه كتاب باللغة الفارسية، فلم يجد من يقرأه، فذكر له الكلستانى، فبعث خلفه، وتوجّه صحبته إلى البلاد الشامية، وكان ذلك سببا لسعادته حتى [بقى] (٤) كاتب السرّ بالديار المصرية، كما سيأتى ذكر ذلك فى موضعه، إن شاء الله تعالى.

ثم إنّ السلطان رحل من الريدانية، وجدّ فى السير حتى دخل دمشق، فى يوم الاثنين ثانى عشرين ربيع الآخر، فنزل بالقصر الأبلق، الذى بميدان دمشق، وحكم بين الناس.


(١) قبض عليهم: فى فيينا ص ٥٢ آ: قبض على جماعة منهم.
(٢) ويخرجوا: كذا فى الأصل.
(٣) الكلستانى: الكلشانى.
(٤) [بقى]: تنقص فى الأصل.