للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا اعتذر الجانى محا العذر ذنبه … وكل امرئ لا يقبل العذر مذنب

ولما كان [يوم] (١) الأحد سابع ربيع الآخر، برز السلطان خامه إلى الريدانية، وكذلك الأمراء، وأعيان الناس قاطبة.

فلما كان يوم الخميس حادى عشر (٢) ربيع الآخر، فيه خرج طلب السلطان من باب الميدان، الذى تحت القلعة، وصار السلطان يرتّب الطلب بنفسه، ويسوق من الصوة إلى [باب] (٣) الميدان الذى تحت القلعة، ذهابا وإيابا، حتى انتهى الطلب إلى آخره، [وكان السلطان لابس قرقل مخمل أحمر بغير أكمام، وعلى رأسه تخفيفة صغيرة]، فكان فى الطلب مائتى فرس ملبّسة بركستوانات مخمل ملوّن، وشئ فولاذ مكفّت؛ وكجاوتين زركش.

فلما تكامل الطلب خرج بعده السلطان، والقان أحمد [بن أويس] (٤) إلى جانبه، وكان صحبته الخليفة المتوكّل على [الله] (٥) محمد، والقضاة الأربعة، وهم: القاضى الشافعى صدر الدين المناوى، والقاضى الحنفى جمال الدين محمود القصيرى، والقاضى المالكى ناصر الدين محمد بن التنسى، والقاضى الحنبلى برهان الدين بن نصر الله العسقلانى، وشيخ الإسلام سراج الدين البلقينى، والقاضى كاتب السرّ بدر الدين بن فضل الله؛ وخرج معه سائر الأمراء، من الأكابر والأصاغر، وكان له يوم مشهود؛ ثم إنّ السلطان رسم للعسكر أن يخرجوا وهم لابسون آلة الحرب.

فلما خرج طلب السلطان، ترادفت بعده أطلاب الأمراء، أشياء بعد أشياء، فلا زالوا ينسحبون إلى بعد الظهر، حتى انتهوا إلى آخرهم؛ واستمرّ السلطان فى ذلك الموكب العظيم حتى نزل بالمخيم [الشريف] (٦).

فلما استقرّ به، عزل قاضى القضاة صدر الدين المناوى؛ وأخلع على بدر الدين


(١) [يوم]: تنقص فى الأصل.
(٢) حادى عشر: فى فيينا ص ٥١ ب: عاشر.
(٣) [باب]: عن فيينا ص ٥١ ب.
(٤) [بن أويس]: عن فيينا ص ٥١ ب.
(٥) [الله]: تنقص فى الأصل.
(٦) [الشريف]: عن فيينا ص ٥٢ آ.