للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى جمادى الأولى، جاءت الأخبار بأنّ السلطان خرج من الشام، وتوجّه إلى حلب، فحضر إليه قاصد من عند طقتمش (١) خان، ملك التتار، بأن يكون السلطان عونه على قتال تمرلنك، فأجابه السلطان لذلك؛ وكذلك أرسل إليه ابن عثمان.

ثم بلغ السلطان أنّ جاليش تمرلنك قد وصل البيرة، وصار جماعة من عسكر السلطان [يعدّوا لهم تحت الليل من الفرات (٣)، ويكبسوا] (٢) عليهم، فغنموا من عسكر تمرلنك أشياء كثيرة؛ فقيل كان عسكر مصر ينفخون القرب، ويجعلونها تحت بطون الخيل، [ويعدّوا من الفرات (٣) تحت الليل، ويقاتلوا] (٤) مع عسكر تمرلنك، وقد قال القائل:

ولما ترامينا الفرات بخيلنا … [سكرنا نهارا بالقوى والقوائم] (٥)

فأوقفت التيار عن جريانه … إلى حيث عدنا بالغنى والغنائم

ثم بلغ السلطان أنّ تمرلنك رجع إلى بلاده، فلما تحقّق السلطان رجوع تمرلنك إلى بلاده، رجع السلطان أيضا إلى الديار المصرية، ورجع القان أحمد بن أويس إلى بلاده، ولم يقع بينهما وبين تمرلنك قتال، ولا قابلهما فى هذه المرّة.

ثم إنّ السلطان دخل الشام (٦)، وأقام بها أياما، وأخلع على الأمير تغرى بردى بن يشبغا، واستقرّ به نائب حلب، [وتغرى بردى هذا هو والد الجمالى يوسف المؤرخ] (٧)؛ ونقل الأمير أرغون شاه من نيابة صفد إلى نيابة طرابلس؛ وأخلع على آقبغا الجمالى، وقد استقرّ نائب صفد، عوضا عن أرغون شاه؛ وأخلع على دقماق المحمدى، واستقرّ


(١) طقتمش: طقطمش.
(٢) يعدوا … ويكبسوا: كذا فى الأصل.
(٣) الفرات: الفراة.
(٤) ويعدوا … ويقاتلوا: كذا فى الأصل.
(٥) ما بين القوسين ينقص فى الأصل، وقد نقلناه عن طهران ص ٤٢ آ، وهو مذكور فى لندن ٧٣٢٣ ص ٤٦ آ، وفى باريس ١٨٢٢ ص ٢٥٠ آ، وفى فيينا ص ٥٢ ب، وكذلك فى طبعة بولاق ج ١ ص ٣٠٢.
(٦) الشام: فى باريس ١٨٢٢ ص ٢٥٠ آ: حلب.
(٧) ما بين القوسين عن فيينا ص ٥٢ ب.