للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما ورد هذا الخبر على السلطان، جمع الأمراء واستشارهم فيما يكون من أمر القان أحمد، فوقع الاتّفاق على أنّ السلطان يرسل إليه الإقامات، ويكرّمه؛ فعند ذلك عيّن السلطان الأمير أزدمر، الساقى، بأن يتوجّه إلى حلب، وصحبته الإقامات، وما يحتاج إليه، فخرج الأمير أزدمر على جرائد الخيل.

وفى شوّال، توفّى العلامة نور الدين على الأقفهسى، وكان من أعيان الشافعية. - وفى عشرينه، الموافق لثانى توت من الشهور القبطية، أمطرت السماء مطرا غزيرا، حتى صارت الأزقّة والطرقات، يخوضون فيها الناس، مثل الخلجان، وأقام ذلك نحو أسبوعين.

وفيه ابتدأ الناس (١) فى العمارة على سور الكبش، فعمروا عليه الدور والاصطبلات، ولم يكن قبل ذلك عليه بناء.

وفى ذى القعدة، جاءت الأخبار بوصول قاصد ملك [الروم] (٢)، أبو يزيد بن عثمان، وعلى يده تقادم للسلطان؛ وكان سبب مجيئه أن أرسل قاصده يخبر السلطان بأمر تمرلنك، ويحذره منه، وأن يكون منه على يقظة؛ ثم إنّه أرسل يطلب من السلطان طبيبا حاذقا، وأدوية توافق مرضه، فإنّه كان يشكو (٣) بضربان المفاصل؛ فلما وقف السلطان على مطالعة أبى يزيد بن عثمان، وعلم ما فيها، عيّن له الريس شمس الدين بن صغير (٤)، وأرسل صحبته حملين من الأدوية التى توافق مرضه، وأرسل له هديّة حاملة على يد قاصده.

وفيه حضر قاصد صاحب ماردين، وأخبر أنّ تمرلنك ملك بلاد الأكراد، وقد ملك إلى الآن ست عشرة مدينة من مدائن الشرق؛ وأخبر أنّ الملك محمود شاه، أستاذ تمرلنك، قد توجّه إلى البصرة، وحاصر أهلها، فجمع صاحب البصرة من العساكر ما لا يحصى، وخرج إلى قتال محمود شاه، فكان بينهما وقعة (٥) عظيمة، فقتل فى المعركة


(١) الناس: السلطان.
(٢) [الروم]: تنقص فى الأصل.
(٣) يشكو: يشكى.
(٤) ابن صغير: فى طهران ص ٣٩ آ: ابن صفر.
(٥) وقعة: كذا فى الأصل.