للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العادة. -[وفيه وقع الوباء فى البقر، حتى كاد إقليم مصر أن يخلو منها، ورخص سعرها جدّا، حتى أبيعت كل بقرة بخمسة دراهم] (١).

وفى شوّال، توفّى الشيخ الصالح [المعتقد] (٢) طلحة المغربى، الذى اختار السلطان برقوق أن يدفن تحت رجليه. - وفيه نادى السلطان فى القاهرة: أنّ لا مجذوم، ولا أبرص، ولا أقطع، يقيم بالقاهرة، ومن أقام بها منهم وسّط أو شنق.

وفيه عزل القاضى، قاضى القضاة المالكى، شهاب الدين النحريرى؛ وقرّر فيها ناصر الدين التنسى (٣)، طلب من الإسكندرية، وكان عالما فاضلا فى مذهبه، وله نظم وشعر جيّد، ومن شعره قوله:

جفوت من أهواه لا عن قلى … فظلّ يجفونى يروم الكفاح

ثم وافى (٤) لى زائرا بعده … فطاب نشر من حبيب وفاح

وفى ذى القعدة، جاءت الأخبار من حلب، بأنّ منطاش جاء إلى مدينة حلب وحاصرها، فخرج إليه أهل حلب، فقاتلوه، فكسروه كسرة عظيمة، ورجع هاربا إلى الفرات (٥).

فلما انكسر، حضر قاصد من عند نعير إلى عند السلطان، وعلى يده كتاب من عند الأمير نعير، مضمونه أنّ نعير أرسل يطلب من السلطان أربع بلاد من أعمال حماة، وأنّه يلتزم بمسك منطاش؛ فلما سمع السلطان ذلك، أمر الأمير [أبى يزيد] (٦)، الدوادار الكبير، وقال له: «اكتب أنت عن لسانك: إن فعلت ذلك يعطيك السلطان ما تطلبه وزيادة على ذلك»، وأرسل له هذا الجواب على يد قاصده.


(١) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص ٣٦ آ، ومذكور فى لندن ٧٣٢٣ ص ٤٠ آ، وأيضا فى باريس ١٨٢٢ ص ٢٤٦ آ، وكذلك فى فيينا ص ٤٥ ب.
(٢) [المعتقد]: عن فيينا ص ٤٥ ب.
(٣) التنسى: فى باريس ١٨٢٢ ص ٢٤٦ آ: البلقينى.
(٤) وافى: وافا.
(٥) الفرات: الفراة.
(٦) [أبى يزيد]: عن فيينا ص ٤٥ ب.