للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى ذى الحجّة، جاءت الأخبار أنّ تمر لنك ملك أصفهان، وشيراز، وقتل شاه منصور، متملّك هرمز (١)، وقتل قرا يوسف، أمير التركمان، وفعل من الأمور الشنيعة ما لا يسمع بمثلها.

ومن الوقائع الغريبة، أنّ جماعة من بلاد الغرب، خرجوا قاصدين الحجّ، فى البحر المالح، وكان معهم شخص شريف، فأخذوهم الإفرنج بمركبهم؛ فلما عرضوا على صاحب صقلية، أمرهم أن يقيّدوا، فقيّدوا، فلما جاءوا يقيّدوا [الرجل] (٢) الشريف، قال للترجمان: «قل للملك عن لسانى، إذا قدم عليك ابن ملك من الملوك، ماذا تصنع به»؟ فقال الترجمان للملك ذلك، فقال الملك: «أكرمه لأجل أبيه (٣)»، فقال الترجمان للشريف ذلك، فقال له الشريف: «وإن كان على غير دينك»؟ فقال الملك: «نعم»، فقال الشريف للترجمان: «قل له إنّ أبى أكبر ملوك الأرض»، فقال له الترجمان ذلك، فقال الملك: «ومن أبوه (٤)»؟ فقال الشريف: «أبى الحسين ابن على بن أبى طالب»، فقال الملك للشريف: «من يصدّق (٥) دعواك»؟ فأخرج له درجا كان معه، فيه نسبه متّصل بالنبى، ، فلما سمعه الملك، أمر بإطلاقه ومن معه من الأسراء (٦)، وأمر بإكرامهم، وتجهيزهم إلى بلادهم، وهذه من النوادر [الغريبة] (٧).

وفيه كانت وفاة الصاحب فخر الدين بن مكانس، اسمه عبد الرحمن بن عبد الرزاق ابن إبراهيم بن مكانس القبطى، الأديب الفاضل، صاحب الأشعار اللطيفة، والأرجوزة


(١) هرمز: هرموز.
(٢) [الرجل]: عن فيينا ص ٤٦ آ.
(٣) أبيه: أباه.
(٤) أبوه: أبويه.
(٥) من يصدق: فى لندن ٧٣٢٣ ص ٤٠ ب، وأيضا فى فيينا ص ٤٦ آ: بين لى صدق.
(٦) الأسراء: كذا فى الأصل، ويعنى: الأسرى. وفى باريس ١٨٢٢ ص ٢٤٦ ب: الأمراء.
(٧) [الغريبة]: عن فيينا ص ٤٦ آ.