للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى جمادى الأولى، توفّى الأتابكى أينال اليوسفى (١)، وكان من خيار الأمراء، والثناء عنه جميل، وهو صاحب المدرسة التى بالشارع.

ومن الحوادث، أنّ الأمير جمال الدين، الأستادار، وهو محمود (٢)، طلع إلى القلعة على جارى العادة، فلما نزل من القلعة، رجموه المماليك من الأطباق، فهرب منهم، فشحتوه إلى الرملة، وضربوه بالدبابيس، وكان معه القاضى سعد الدين بن تاج الدين موسى، ناظر الخاص، فضربوا الآخر.

فلما بلغ الأمير أيتمش [البجاسى] (٣) ما جرى، ركب هو ومماليكه، وردّوا عنهما المماليك، وأدخلهما إلى بيته، فأقاموا عنده إلى آخر النهار، فأرسل معهما مماليكه حتى وصّلوهما إلى بيوتهما، فأقاموا ببيوتهما لم يركبا، حتى دخل بينهما وبين المماليك بعض الأمراء، وأصلحوا بينهم.

وفى جمادى الآخرة، توفّى الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن على العطار، وكان من فحول الشعراء، وله [شعر جيّد] (٤)، وتصانيف حسنة، ومن شعره قوله:

وكأس يرينا آية الصبح والدجى … فأولها شمس وآخرها بدر

مقطّبة ما لم يزرها مزاجها … فإن زارها جاء التبسّم والبشر

فيا عجبا للدهر لم يخل مهجة … من العشق حتى الماء يعشقه الخمر

وفيه قرّر فى الأتابكية الأمير كمشبغا الحموى، عوضا عن أينال اليوسفى؛ وقرّر الأمير أيتمش، رأس نوبة كبير.

وفى رجب، توفّى الشيخ الإمام العالم بدر الدين محمد بن بهادر الزركشى المنهاجى (٥) الشافعى، وكان مولده سنة خمس وأربعين وسبعمائة، وكان عالما فاضلا، أخذ عن الإسنوى، ومغلطاى، وابن كثير، والأوزاعى، وألّف (٦) تصانيف كثيرة، وكان


(١) أينال اليوسفى: عن فيينا ص ٤٤ ب. وفى الأصل: يوسف.
(٢) وهو محمود، يعنى جمال الدين محمود، الأستادار.
(٣) [البجاسى]: عن فيينا ص ٤٤ ب.
(٤) [شعر جيد]: عن فيينا ص ٤٤ ب.
(٥) المنهاجى: فى طهران ص ٣٥ ب: الصنهاجى.
(٦) وألف: واللف.