للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قويت شوكة المماليك الذين (١) هجموا على باب القلعة، فلما صعدت هذه الفتنة (٢) بأيديهم، هجموا على نائب القلعة وقتلوه، وملكوا القلعة.

فلما بلغ عسكر الشام ذلك، وما جرى، لبسوا آلة الحرب، وحاصروا من بالقلعة من المماليك الذين (١) فعلوا ذلك؛ فأقاموا (٣) فى هذه المعركة ثلاثة أيام، وقتل فيها جماعة كثيرة من عسكر دمشق؛ ثم إنّ عسكر دمشق هجموا على باب القلعة وأحرقوه، ودخلوا إلى القلعة، وقبضوا على ذلك المماليك (٤) الذين (١) فعلوا ذلك، فلما قبضوا عليهم وسّطوهم تحت قلعة دمشق.

وفى ربيع الأول، قرّر الشيخ جمال الدين محمود القصيرى، فى مشيخة الخانقاة الشيخونية. - وفيه تزوّج السلطان بابنة الشهابى أحمد بن الطولونى، معلّم المعلّمين، وهو من أجداد البدرى حسن بن الطولونى. - وفيه رسم السلطان للقضاة، أن يقتصر كل قاض على خمسة من النوّاب، وقد كانوا كثروا جدّا.

وفى ربيع الآخر، تغيّر خاطر السلطان على الصاحب فخر الدين بن مكانس، فضربه علقة قويّة، وعلّقه من رجليه بسرياق، وهو منكّس على رأسه، فأقام على ذلك ساعة، ثم شفع فيه بعض الأمراء، وأنزلوه، فقال [فى هذه الواقعة] (٥):

وما تعلّقت بالسرياق منتكسا … لزلّة أوجبت تعذيب ناسوتى

لكننى (٦) مذ نفثت السحر من عزلى … عذّبت تعذيب هاروت وماروت

ثم إنّ السلطان نفى الصاحب فخر الدين إلى دمشق، وولاّه وزارة دمشق. - وفيه رسم السلطان بخنق جماعة من الأمراء، منهم: الأمير أيدكار العمرى، حاجب الحجّاب، ومنهم: الأمير قرا كشك.


(١) الذين: الذى.
(٢) الفتنة: فى فيينا ص ٤٤ آ: الفعلة.
(٣) فأقاموا: فأقام
(٤) ذلك المماليك: كذا فى الأصل.
(٥) ما بين القوسين عن فيينا ص ٤٤ آ.
(٦) لكننى: لاكنى.